للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٩٠)}

[قراءات]

٢٩٧٣٣ - عن عاصم ابن أبي النجود أنّه قرَأ: «جَعَلا لَهُ شِرْكًا» بكسر الشين (١) [٢٧٠٧]. (٦/ ٧٠٥)


[٢٧٠٧] انتَقَدَ ابنُ جرير (١٠/ ٦٣٠ - ٦٣١) هذه القراءة لمخالفتها لظاهر الآية، فقال: «القراءة لو صَحَّت بكسر الشين لوجب أن يكون الكلام: فلما أتاهما صالحًا جعلا لغيره فيه شركًا. لأنّ آدم وحواء لم يَدِينا بأنّ ولدهما من عطية إبليس، ثم يجعلا لله فيه شِرْكًا بتسميتهما إياه بـ: عبد الله، وإنما كانا يدينان -لا شكَّ- بأن ولدهما من رزق الله وعطيته، ثم سمياه: عبد الحارث. فجعلا لإبليس فيه شركًا بالاسم. فلو كانت قراءة مَن قرأ:» شِرْكًا «صحيحةً وجَبَ ما قلنا مِن أن يكون الكلام: جعلا لغيره فيه شركًا. وفي نزول وحي الله بقوله: {جعلا له} ما يُوضِحُ عن أنّ الصحيح من القراءة: {شُرَكاء} بضم الشين على ما بَيَّنتُ قبلُ. فإن قال قائل: فإنّ آدم وحواء إنّما سَمَّيا ابنَهما: عبد الحارث، والحارث واحد، وقوله: {شركاء} جماعة؛ فكيف وصفهما -جل ثناؤه- بأنّهما {جعلا له شركاء}، وإنّما أشركا واحِدًا؟ قيل: قد دللنا فيما مضى على أنّ العرب تُخْرِج الخبرَ عن الواحد مُخْرَج الخبر عن الجماعة، إذا لم تقصد واحدًا بعينه، ولم تُسَمِّه، كقوله: {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}، [آل عمران: ١٧٣] وإنما كان القائل ذلك واحدًا، فأخرج الخبر مخرج الخبر عن الجماعة، إذ لم يقصد قصدَه، وذلك مستفيض في كلام العرب وأشعارها».

<<  <  ج: ص:  >  >>