للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - عامر الشعبي (ت: ١٠٥ هـ) (١)

عامر بن شراحيل الشعبي، أبو عمرو الكوفي. ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب، على المشهور. توفي سنة أربع ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة. وقيل: سنة خمس ومائة. وقيل: في أول سنة ست ومائة، وقيل غير ذلك (٢). وهو معدود في الطبقة الوسطى من التابعين.

وقد أدرك خمسمائة من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أو أكثر. فروى عن: علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- يسيرًا، وعن المغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعائشة، وأبي هريرة، وجرير البجلي، وعدي بن حاتم، وابن عباس -رضي اللَّه عنهم-، كما أخذ عن كبار التابعين، كعلقمة ومسروق.

قرأ القرآن على علقمة، وأبي عبد الرحمن السلمي. وقرأ عليه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد كان رحمه اللَّه حافظًا واعيًا، قال ابن شبرمة: سمعت الشعبي يقول: "ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يُعيده عَلَيّ". كما كان عالمًا بالسيرة والمغازي، حتى قيل إن ابن عمر مر عليه وهو يحدث بالمغازي فقال: "لقد شهدت القوم، فلهو أحفظ لها، وأعلم بها"، كما كان رحمه علَّامة باللغة راوية للشعر، فعن محمد بن فضيل عنه أنه قال: "ما أروي شيئًا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرًا لا أعيد".

وبلغ من مكانته العلمية أنه كان يُلقي العلم والصحابة متوافرون، فعن ابن سيرين، قال: "قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، والصحابة يومئذ كثير".

وقد أثنى على علمه معاصروه ومَن بعدهم، فقال عنه الحسن البصري حين نعاه: "كان واللَّه كبير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان"، وعن مكحول قال: "ما رأيت أفقه من الشعبي"، وقال سفيان بن عيينة: "كان الناس بعد أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه"، ووصفه الذهبي فقال: "كان إمامًا حافظًا فقيهًا متفنِّنًا ثبتًا متقنًا" (٣).


(١) ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد ٦/ ٢٤٦، تهذيب الكمال ١٤/ ٢٨، تذكرة الحفاظ ١/ ٦٦، تاريخ الإسلام ٣/ ٧٠، سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٩٤، تفسير التابعين ١/ ٣١٦.
(٢) وقد اعتمدت الموسوعة تاريخ وفاته عام ١٠٥ هـ.
(٣) تذكرة الحفاظ ١/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>