للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأول: كون منهج السيوطي في الدر المنثور غير واضح المعالم في انتخاب الآثار وترتيبها. . .

الثاني: أن في الدر المنثور آلاف الآثار الخارجة عن حد التفسير (١)، نحو آثار فضائل القرآن والسور، والآثار المتعلقة بموضوع الآيات.

وقد رأينا أنه يمكن تجاوز هذه الإشكالات بأن نقوم بتنقيح الدر المنثور وتهذيبه وإعادة ترتيبه، وفق المنهج الذي سيأتي بيانه، ثم نجعله أساسًا نبني عليه المشروع، ونضيف إليه ما استُخرج من زوائد؛ وذلك لأنه يتضمن معظم أصول آثار تفسير السلف وأهمها، إضافة إلى تخريج السيوطي لها من كتب مفقودة (٢).

وقد أعددنا نموذجًا لتطبيق هذه الفكرة؛ من خلال تفسير أواخر سورة البقرة؛ فظهرت في صورة نحسبها بديعة متكاملة، وصار هذا النموذج نواة لأكبر جامع للتفسير المأثور عن السلف، وتقرر تسميته "موسوعة التفسير المأثور".

* المرحلة الثالثة:

كان هذا المشروع يسير بصورة مرنة قابلة للإضافة والتطوير وفق ما يستجد من فوائد وأفكار، ولم يجمد على خطة معينة.

ولذلك حين دققنا النظر في النموذج السابق وجدنا أن بعض الآثار بحاجة إلى توضيح لمعناها أو لارتباطها بالآية، وآثارًا لا يتبين وجهها تتطلب توجيهًا، وآثارًا يخالف بعضها بعضًا تتطلب ترجيحًا بينها، وما إلى ذلك. . .

ومن هنا نشأت فكرة جمع تعليقات أبرز المفسرين -المعروفين بالتحقيق والتحرير والعناية بآثار السلف- على آثار السلف، وتوجيههم لها، وانتقاداتهم لبعضها، وترجيحاتهم بينها، وصياغتها صياغة موحدة، وجعلها حاشية للآثار التي تناولتها أقوالهم، وأولئك المفسرون هم: ابن جرير، وابن عطية، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير.

على إثر ذلك تم في يومي الأربعاء والخميس ٢٩ - ٣٠ من ربيع الأول عام ١٤٣٣ هـ عقد اجتماع استشاري ضم نخبة من المتخصصين في التفسير لوضع خطة


(١) الذي هو بيان معاني القرآن الكريم.
(٢) ومن هنا تتبين علة عدم إعداد الموسوعة ابتداء بمعزل عن الدر المنثور.

<<  <  ج: ص:  >  >>