للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُتلقى حديثه بالقبول، ويُحتج به قرنًا بعد قرن، وإمامًا بعد إمام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين أخرجوا الصحيح، وميّزوا ثابته من سقيمه، وخطأه من صوابه، وأخرجوا روايته، وهم البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، فأجمعوا على إخراج حديثه، واحتجّوا به، على أن مسلمًا كان أسوأهم رأيًا فيه، وقد أخرج عنه مقرونًا وعدَّله بعدما جرَّحه" (١).

ولا شك أن مثل تلك التهم تُقلل من اعتناء الرواة والنقلة برواية علمه وتفسيره، ولهذا جاء عن سعيد بن جبير قوله: "لو كفّ عنهم عكرمة من حديثه لشُدَّت إليه المطايا" (٢)، وعن طاووس: "لو أن مولى ابن عباس اتقى اللَّه وكفَّ من حديثه لشُدَّت إليه المطايا" (٣).

٣ - كثرة اشتغاله بالرواية عن شيخه ابن عباس، فقد كان من أكثر أصحاب ابن عباس نقلًا لتفسيره ونشرًا لعلمه، بل جاء عنه قوله: "كل شيء أحدثكم في القرآن فهو عن ابن عباس" (٤)، ومما يلاحظ هنا مخالفة عكرمة لقرينه مجاهد في هذه السمة.

٤ - عدم وجود من تخصص لنقل تفسيره وانقطع لذلك كما كان لقرينه مجاهد، بل تعدد الرواة عنه، ولعل لكثرة تنقله وكثرة رحلاته دور في عدم تفرد أحد تلاميذه بنقل جل علمه.

* وفاته:

توفي عكرمة بالمدينة عام ١٠٤ هـ، وقيل: ١٠٥ هـ، وقيل: ١٠٧ هـ (٥)، وقد تجاوز الثمانين من عمره.


(١) تهذيب التهذيب ٧/ ٢٧٢، نقلًا عن ابن منده في صحيحه.
(٢) طبقات ابن سعد ٢/ ٣٨٥.
(٣) تهذيب الكمال ٢٠/ ٢٨٧. وينظر مبحث مستفيض عن ذلك في: تفسير التابعين: ١/ ١٦٩ - ١٧٩.
(٤) الإتقان ٤/ ٢٤١.
(٥) وقد اعتمدت الموسوعة وفاته عام ١٠٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>