وعلَّق عليهما ابنُ كثير (١٤/ ٣٦٥) بأنهما متلازمان. ورجَّح ابنُ تيمية (٧/ ٢١) -مستندًا إلى الدلالة العقلية، والنظائر- أنّ «ما» في هذه الآية والآيتين بعدها اسم موصول على القول الصحيح، «والمعنى: وبانيها، وطاحيها، ومسوِّيها، ولما قال: {قَدْ أفْلَحَ مَن زَكّاها وقَدْ خابَ مَن دَسّاها} [الشمس: ٩ - ١٠] أخبر بـ {مَن} لأنّ المقصود الإخبار عن فلاح عينه، وإن كان فعله للتزكية والتدسية قد ذهب في الدنيا. فالقَسم هناك بالموصوف بحيث إنه إنما أقسم بهذا الموصوف والصفة لازمة، فإنه لا توجد مبنية إلا ببانيها، ولا مطحية إلا بطاحيها، ولا مسواة إلا بمسويها، وأمّا المرء المُزكِّي نفسه والمُدسِّيها فقد انقضى عمله في الدنيا، وفلاحه وخيبته في الآخرة ليسا مستلزمًا لذلك العمل. ونحو هذا قوله: {وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثى} [الليل: ٣]».