للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هي القبلة، {فلا} يعني: لِئَلّا {تكونن} يا محمد {من الممترين} يعني: مِن الشّاكِّينَ أنّ البيت الحرام هو القبلة (١). (ز)

٤٣٨٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ}، قال: من الشّاكِّين، لا تَشُكَنَّ في ذلك (٢) [٥٥٤]. (ز)

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}

[قراءات]

٤٣٨٦ - عن عبد الله بن عباس أنّه كان يقرأ: «ولِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّاها» (٣) [٥٥٥]. (٢/ ٣٤)


[٥٥٤] اقتصر ابنُ جرير (٢/ ٦٧٤) على هذا القول، وذهب في توجيهه إلى أنّ الخطاب وإن كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه مراد به غيره، مستندًا في هذا إلى لغة العرب، فقال: «وذلك من الكلام الذي تُخْرِجه العربُ مخرج الأمر والنهي للمخاطب به، والمراد به غيره، كما قال -جلَّ ثناؤه-: {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: ١]، ثم قال: {واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا} [الأحزاب: ٢]، فخرج الكلام مخرج الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - والنهي له، والمراد به أصحابه المؤمنون به».
وقد ذكر ابنُ تيمية (١/ ٣٧٦) هذا التوجيه، وعَلَّق عليه بقوله: «ولكن بتقدير أن يكون الأمر كذلك فهو أيضًا مخاطب بهذا، وهو منهي عن هذا، فالله سبحانه قد نهاه عما حرّمه من الشرك والقول عليه بلا علم والظلم والفواحش، وبنهي الله له عن ذلك وطاعته لله في هذا استحق عظيم الثواب، ولولا النهي والطاعة لما استحق ذلك».
[٥٥٥] وجّه ابنُ جرير (٢/ ٦٧٨) معنى الآية على هذه القراءة، فقال: «أنه موجه نحوها، ويكون الكل حينئذ غير مسمّى فاعله، ولو سمّي فاعله لكان الكلام: ولكل ذي ملة وجهة الله موليه إياها، بمعنى: مُوَجِّهه إليها».
وقال ابنُ كثير (٢/ ١٢٢): «وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى مرجعكم جميعًا} [المائدة: ٤٨]».

<<  <  ج: ص:  >  >>