للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلصال من حمإٍ مسنون} [الحجر: ٢٨] بيديه تكرمة له، وتعظيمًا لأمره، وتشريفًا له؛ حفظت الملائكة عهده، ووعَوْا قوله، وأجمعوا لطاعته، إلا ما كان من عدو الله إبليس، فإنّه صمت على ما كان في نفسه من الحسد، والبغي، والتكبر، والمعصية. وخلق الله آدم من أدَمَة (١) الأرض، من طين لازب من حمإٍ مسنون، بيديه تكرمة له، وتعظيمًا لأمره، وتشريفًا له على سائر خلقه.

قال ابن إسحاق: فيُقال -والله أعلم-: خلق الله آدم، ثم وضعه ينظر إليه أربعين عامًا قبل أن ينفخ فيه الروح، حتى عاد صلصالًا كالفخار، ولم تمسه نار. قال: فيُقال -والله أعلم-: إنه لَمّا انتهى الروح إلى رأسه عطس، فقال: الحمد لله. فقال له ربه: يرحمك ربك. ووقع الملائكة حين استوى سجودًا له؛ حفظًا لعهد الله الذي عهد إليهم، وطاعة لأمره الذي أمرهم به، وقام عدو الله إبليس من بينهم، فلم يسجد مُكابرًا مُتَعَظِّمًا، بغيًا وحسدًا، فقال له: {يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} إلى {لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين} [ص: ٧٥ - ٨٥]. قال: فلمّا فرغ الله من إبليس ومعاتبته، وأبى إلا المعصية؛ أوقع عليه اللعنة، وأخرجه من الجنة. ثم أقبل على آدم، وقد علمه الأسماء كلها، فقال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}. {قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} أي: إنما أجبناك فيما علَّمْتَنا، فأما ما لم تُعَلِّمْنا فأنت أعلم به. فكان ما سمّى آدمُ من شيء كان اسمَه الذي هو عليه إلى يوم القيامة (٢). (ز)

[تفسير الآية]

{وَإِذْ قَالَ}

١١٠٧ - عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيّ -من طريق السُّدِّيّ- قال: ما كان في القرآن {إذ} فقد كان (٣). (١/ ٢٤٠)

١١٠٨ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذ}، يعني: وقد (٤). (ز)


(١) أدمة الأرض: باطنها، وقيل: ظاهرها. لسان العرب (أدم).
(٢) أخرجه ابن جرير ١/ ٤٩٦.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ٧٥.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>