للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٥١٧ - قال مقاتل بن سليمان: {وهَلْ أتاكَ نَبَأُ} يعني: حديث {الخَصْمِ إذْ تَسَوَّرُوا المِحْرابَ}، وذلك أنّ داود قال: ربِّ، اتخذتَ إبراهيم خليلًا، وكلّمتَ موسى تكليمًا، فوددتُ أنّك أعطيتني مِن الذكر مثلَ ما أعطيتهما. فقال له: إني ابتليتُهما بما لم أبتلِك به، فإن شئتَ ابتليتُك بمثل الذي ابتليتُهما، وأعطيتُك مثلَ ما أعطيتُهما مِن الذِّكْر. قال: نعم. قال: اعمل عملك. فمكث داود - عليه السلام - ما شاء الله - عز وجل - يصوم نصف الدهر، ويقوم نصف الليل، إذ صلى في المحراب فجاء طيرٌ حسن مُلوّن فوقع إليه، فتناوله، فصار إلى الكُوَّة، فقام ليأخذه، فوقع الطير في بستان، فأشرف داودُ، فرأى امرأةً تغتسل، فتعجَّب مِن حُسنها، وأبصرت المرأةُ ظِلَّه، فنفضت شعرها، فغطَّت جسمها، فزاده ذلك بها عجبًا، ودخلت المرأةُ منزلها، وبعث داودُ غلامًا في إثرها، إذا هي بتسامح امرأة أدريا بن حنان، وزوجها في الغزو في بعْث البلقاء الذي بالشام مع نواب بن صوريا ابن أخت داود - عليه السلام -، فكتب داود إلى ابن أخته بِعَزِيمَةٍ: أن يُقدِّم أدريا فيقاتل أهل البلقاء، ولا يرجع حتى يفتحها أو يُقتل. فقدَّمه، فقُتِل -رحمة الله عليه-، فلمّا انقضت عِدَّةُ المرأة تزوجها داود، فولدت له سليمان بن داود، فبعث الله - عز وجل - إلى داود - عليه السلام - مَلَكين ليستنقذه بالتوبة، فأتوه يومَ رأس المائة في المحراب، وكان يومَ عبادته الحرس حوله، {إذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنهُمْ} فلمّا رآهما داود قد تسوروا المحراب فزِع داود، وقال في نفسه: لقد ضاع مُلكي حين يُدْخَل عَلَيَّ بغير إذن. {قالُوا} فقال أحدهما لداود: {لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ} (١). (ز)

٦٦٥١٨ - عن محمد بن السائب الكلبي، نحو ذلك (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالقصة]

٦٦٥١٩ - عن علي بن أبي طالب -من طريق الحارث الأعور- أنّه قال: مَن حدَّث بحديث داود على ما رَوتْه القُصّاص مُعْتَقِدًا صحته جلدّتُه حدَّين؛ لعظيم ما ارتكب، وجليل ما احْتَقَبَ (٣) من الوزر والإثم، برمي مَن قد رفع الله? محلّه، وأبانه رحمة للعالمين، وحُجَّة للمهتدين (٤) [٥٥٥٢]. (ز)


[٥٥٥٢] قال ابنُ عطية (٧/ ٣٣٩): «وفي كتب بني إسرائيل في هذه القصة صورٌ لا تليق، وقد حدث بها قصاص في صدر هذه الأمة، فقال علي بن أبي طالب?: مَن حدث بما قال هؤلاء القصاص في أمر داود - عليه السلام - جلدته حدين لما ارتكب من حرمة من رفع الله محله».

<<  <  ج: ص:  >  >>