للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٠١ - قال مقاتل بن سليمان: {وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر} فيها، {والله بصير بما يعملون}، فأَبَوْا أن يتَمَنَّوْهُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو تَمَنَّوُا الموتَ ما قام منهم رجل من مجلسه حتى يَغُصَّه الله - عز وجل - بِرِيقِه، فيموت» (١). (ز)

٣٠٠٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر}، قال: ويهود أحرص على الحياة من هؤلاء، وقد ودَّ هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة، وليس ذلك بمزحزحه من العذاب، لو عُمِّر كما عُمِّر إبليس لم ينفعه ذلك إذا كان كافرًا، ولم يزحزحه ذلك من العذاب (٢). (ز)

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} الآية

[نزول الآية]

٣٠٠٣ - عن الشعبي، قال: نزل عمر? بالرَّوْحاء، فرأى ناسًا يَبْتَدِرُون أحجارًا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون: إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلّى إلى هذه الأحجار. فقال: سبحان الله، ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا راكبًا مَرَّ بوادٍ، فحضرت الصلاة، فصلّى. ثم حدَّث، فقال: إني كنت أغْشى اليهودَ يومَ دراستهم، فقالوا: ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك، لأنك تأتينا. قلت: وما ذاك إلا أنِّي أعجب من كتب الله كيف يُصَدِّق بعضها بعضا! كيف تصدق التوراةُ الفرقانَ، والفرقانُ التوراةَ! فمَرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا وأنا أكلمهم، فقلت: أنشدكم بالله وما تقرؤون من كتابه، أتعلمون أنه رسول الله؟ قالوا: نعم. فقلت: هلكتم، واللهِ، تعلمون أنه رسول الله ثم لا تتبعونه! فقالوا: لم نهلك، ولكن سألناه: من يأتيه بنبوته؟ فقال: عدونا جبريل؛ لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك ونحو هذا. فقلت: فمن سِلْمُكم من الملائكة؟ فقالوا: ميكائيل؛ ينزل بالقطر والرحمة وكذا. قلت: وكيف منزلتهما من ربهما؟ فقالوا: أحدهما عن يمينه، والآخَر من الجانِب الآخَر. قلت: فإنه لا يَحِلُّ لجبريل أن يُعادِي ميكائيل، ولا يَحِلُّ لميكائيل أن يُسالِم عَدُوَّ جبريل، وإني أشْهَد أنهما وربهما سِلْمٌ لِمَن سالَمُوا، وحَرْبٌ لِمَن حارَبوا. ثم أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أريد أن


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٢٥ (٩٤).
(٢) أخرجه ابن جرير ٢/ ٢٨١ - ٢٨٢، ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>