للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجوع حتى يمضي الشهر الحرام قلَّد نفسَه وبعيرَه من [لحاء] شجر الحرم، فيأمن به حيث ما توجَّه من البلاد، فمِن ثَمَّ قال سبحانه: {والهَدْيَ والقَلائِدَ}، كل ذلك كان قوامًا لهم وأمنًا في الجاهلية. نظيرها في أول السورة (١). (ز)

{وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ}

٢٣٩٨٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- {والقلائد}: كان ناس يتقلدون لحاء الشجر في الجاهلية إذا أرادوا الحج، فيُعْرَفون بذلك (٢). (ز)

٢٣٩٨٥ - عن أبي مجلز لاحق بن حميد: أنّ أهلَ الجاهلية كان الرجلُ منهم إذا أحرَم تقلَّد قِلادةً مِن شَعَرٍ، فلا يَعرِضُ له أحد، فإذا حجَّ وقضى حَجَّه تقلَّد قِلادةً مِن إذْخِر، فقال الله: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام} الآية (٣). (٥/ ٥٤٣)

٢٣٩٨٦ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بكير بن معروف- قوله: {والشهر الحرام والهدي والقلائد}، ثم قال: {والهدي} وإذا سيق إلى البيت في الشهر الحرام كان آمِنًا (٤). (ز)

{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ}

٢٣٩٨٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد}، قال: حواجزَ أبقاها اللهُ بين الناس في الجاهلية، فكان الرجلُ لو جَرَّ كلَّ جَرِيرةٍ ثم لجأ إلى الحرم لم يُتَناول ولم يُقْرَب، وكان الرجلُ لو لَقِي قاتلَ أبيه في الشهر الحرام لم يَعرِض له ولم يَقرَبه، وكان الرجلُ لو لَقِي الهديَ مُقَلَّدًا وهو يأكُلُ العَصَبَ (٥) من الجوع لم يَعرِض له ولم يَقرَبه، وكان


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٥٠٧. يشير إلى قوله تعالى: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ولا الشَّهْرَ الحَرامَ ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ ولا آمِّينَ البَيْتَ الحَرامَ} [المائدة: ٢].
(٢) أخرجه ابن جرير ٩/ ١٠.
(٣) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٢١٥.
(٥) العصب: شجر يلتوى على الشجر، وله ورق ضعيف. وقال شمر: هو نبات يتلوى على الشجر. التاج (عصب).

<<  <  ج: ص:  >  >>