للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

٤٣٢٢٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الجَوْزاء- في قوله: {وإذا ذكرت ربك في القرءان وحده ولَّوا على أدبارهم نفورًا}، قال: الشياطين (١). (٩/ ٣٧١)

٤٣٢٢٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا}: وإنّ المسلمين لما قالوا: لا إله إلا الله. أنكر ذلك المشركون، وكبُرت عليهم، فضاقَها إبليس وجنوده، فأبى الله إلا أن يُمضيها ويَنصرها ويُفْلِجَها ويُظهرها على مَن ناوأها، إنها كلمة مَن خاصم بها فَلَج، ومَن قاتل بها نُصِر، إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة من المسلمين التي يقطعها الراكب في ليال قلائل، ويسيرُ الدهرَ في فئام من الناس لا يعرفونها ولا يُقِرُّون بها (٢). (ز)

٤٣٢٢٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده} فقلت: لا إله إلا الله؛ {ولوا على أدبارهم نفورا} يعني: أعرضوا عن التوحيد، ونفروا عنه كراهية التوحيد (٣). (ز)

٤٣٢٣٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإذا ذكرت ربك في القرءان وحده ولَّوا على أدبارهم نفورًا}، قال: بُغضًا لِما تتكلَّم به لئلّا يسمعوه، كما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم لِئلّا يسمعوا ما يأمرهم به مِن الاستغفار والتوبة (٤). (٩/ ٣٧١)

٤٣٢٣١ - قال يحيى بن سلّام: {وإذا ذكرت ربك في القرءان وحده} أنّه لا إله إلا هو؛ {ولوا على أدبارهم نفورا} أعرضوا عنه (٥) [٣٨٥١]. (ز)


[٣٨٥١] اختُلِف في المشار إليهم بقوله تعالى: {ولَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُورًا} في هذه الآية على قولين: الأول: أنهم المشركون. الثاني: أنهم الشياطين.
ورجَّح ابنُ جرير (١٤/ ٦١٠ - ٦١١) مستندًا إلى دلالة السياق القول الأول، وهو قول قتادة، وابن زيد، ومقاتل، ويحيى بن سلام، وعلَّل ذلك بقوله: «وذلك أن الله -تعالى ذِكْره- أتْبع ذلك قوله: {وإذا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا}، فأن يكون ذلك خبرًا عنهم أوْلى -إذ كان بخبرهم متصلًا- من أن يكون خبرًا عمَّن لم يَجْرِ له ذكرٌ».
ووجَّه ابنُ عطية (٥/ ٤٨٨) القول الثاني بقوله: «يريد: أن المعنى يدل عليهم، وإن لم يَجْرِ لهم ذِكْرٌ في اللفظ، وهذا نظير قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له حصاصٌ»».
وعلَّق عليه ابنُ كثير (٩/ ٢٣) بقوله: «وهذا غريب جدًّا في تفسيرها، وإلا فالشياطين إذا قرئ القرآن أو نودي بالأذان أو ذكر الله انصرفوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>