للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧٢١١٣ - قال مقاتل بن سليمان: {فِي غَفْلَةٍ مِن هَذا} اليوم، {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ} يعني: عن غطاء الآخرة (١). (ز)

{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}

٧٢١١٤ - قال مجاهد بن جبر: {فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ}، يعني: نظرك إلى لسان ميزانك، حين تُوزن حسناتك وسيئاتك (٢) [٦١٤٣]. (ز)

٧٢١١٥ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، في قوله: {فَبَصَرُكَ اليَوْمَ} قال: كلسان الميزان {حَدِيدٌ} قال: حديد النّظر؛ شديد (٣) [٦١٤٤]. (١٣/ ٦٣٦)

٧٢١١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ} يعني: يَشْخَص بصره، ويُديم النظر فلا يَطْرف حتى يعاين في الآخرة ما كان يكذِّب به في الدنيا (٤) [٦١٤٥]. (ز)


[٦١٤٣] عَّلق ابنُ عطية (٨/ ٤٤) على قول مجاهد بقوله: «إذا اشتد التفاته إلى ميزانه، وغير ذلك من أهوال القيامة».
[٦١٤٤] وجَّه ابنُ جرير (٢١/ ٤٣٦) هذا القول بقوله: «وأحسبه أراد بذلك: أنّ معرفته وعِلْمه بما أسلف في الدنيا شاهد عدل عليه، فشبّه بصره بذلك بلسان الميزان الذي يعدل به الحق في الوزن، ويُعرف مبلغه الواجب لأهله عما زاد على ذلك أو نقص، فكذلك عِلْم مَن وافى القيامة بما اكتسب في الدنيا شاهد عليه كلسان الميزان».

[٦١٤٥] اختُلف في المخاطب بهذه الآية على أقوال: الأول: أنه النبي. الثاني: أنه الكافر. الثالث: البرّ والفاجر. وعلَّق ابنُ كثير (٢١/ ٤٣٣) على القول الأخير الذي قاله الحسين بن عبد الله، فقال: «لأن الآخرة بالنسبة إلى الدنيا كاليقظة والدنيا كالمنام». ورجَّحه مستندًا إلى السياق، والنظائر، فقال: «الخطاب مع الإنسان من حيث هو، والمراد بقوله: {لقد كنت في غفلة من هذا} يعني: من هذا اليوم، {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} أي: قوي؛ لأن كل واحد يوم القيامة يكون مستبصرًا، حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة، لكن لا ينفعهم ذلك. قال الله تعالى: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: ٣٨]، وقال تعالى: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون} [السجدة: ١٢]».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٤٤).
وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ٤٤) على القول الأول الذي قاله ابن عباس، وسفيان، ومجاهد، بقوله: «وهذا كما تقول: فلان حديد الذهن والفؤاد. ونحوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>