وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ٥٩٦) على القول الأول بقوله: «يؤيده قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ}، والوجوه الخاشعة هي وجوه الكفار، وخشوعها: ذُلُّها وتغيُّرُها بالعذاب». وعلَّق على القول الثاني بقوله: «وقد قال تعالى: {وتَغْشى وُجُوهَهُمُ النّارُ} [إبراهيم: ٥٠]، وقال: {ومِن فَوْقِهِمْ غَواشٍ} [الأعراف: ٤١]، فهي تغشى سكانها». ورجَّح ابنُ جرير (٢٤/ ٣٢٧) العموم، فقال: «إن الله قال لنبيّه: {هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ}، ولم يُخْبِرنا أنه عَنى غاشية القيامة، ولا أنه عَنى غاشية النار، وكلتاهما غاشيةٌ، هذه تغشى الناس بالبلابل والأهوال والكروب، وهذه تغشى الكفار باللفْح في الوجوه والشُّواظ والنُّحاس، فلا قول أصحُّ في ذلك مِن أن يقال كما قال -جلَّ ثناؤه-، ويُعَمَّ الخبرُ بذلك كما عمَّه».