٧٠٩٧٩ - عن النّزال بن سَبرة، قال: قيل لعلي: يا أمير المؤمنين، إنّ هاهنا قومًا يقولون: إنّ الله لا يعلم ما يكون حتى يكون. فقال: ثَكلتْهم أمهاتهم، مِن أين قالوا هذا؟ قيل: يتأوّلون القرآن في قوله تعالى: {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ ونَبْلُوَ أخْبارَكُمْ}. فقال علي: مَن لم يعلم هَلك. ثم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: أيها الناس، تعلَّموا العلم، واعملوا به، وعلِّموه، ومَن أشكل عليه شيء مِن كتاب الله - عز وجل - فليسألني، إنّه بلغني أنّ قومًا يقولون: إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون؛ لقوله:{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ} الآية، وإنما قوله:{حَتّى نَعْلَمَ} يقول: حتى نرى مَن كَتبتُ عليه الجهاد والصبر إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيتُ عليه به (٢). (ز)
٧٠٩٨٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله:{حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ والصّابِرِينَ}، وقوله:{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ}[البقرة: ١٥٥]، ونحو هذا، قال: أخبر الله سبحانه المؤمنين أنّ الدنيا دار بلاء، وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر، وبشّرهم، فقال:{وبِشِّرِ الصّابِرِينَ}[البقرة: ١٥٥]، ثم أخبرهم أنه هكذا فعل بأنبيائه، وصفوته؛ لتطيب أنفسهم، فقال:{مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا}[البقرة: ٢١٤]، فالبأساء: الفقر، والضّراء: السّقم، وزلزلوا بالفتن وأذى الناس إياهم (٣). (ز)
٧٠٩٨١ - قال مقاتل بن سليمان:{ولَنَبْلُوَنَّكُمْ} بالقتال، يعني: لنبتلينكم -معشر المسلمين- بالقتال {حَتّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنكُمْ} يعني: كي نرى مَن يجاهد منكم ومَن
[٦٠٣٣] ذكر ابنُ جرير (٢١/ ٢٢٤) هذه القراءة، وبيّن أن لها وجهًا صحيحًا، ثم رجّح قراءة مَن قرأ ذلك بالنون لإجماع الحجة من القراء عليها، فقال: «والنون هي القراءة عندنا؛ لإجماع الحجة مِن القراء عليها، وإن كان للأخرى وجه صحيح».