للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

١٣٦٤٦ - قال عبد الله بن عباس: لن تقبل توبتهم ما أقاموا على كفرهم (١). (ز)

١٣٦٤٧ - عن أبي العالية الرياحي -من طريق داود بن أبي هند- في قوله: {لن تقبل توبتهم}، قال: تابوا من الذنوب، ولم يتوبوا من الأصل (٢) [١٢٨٤]. (٣/ ٦٥٩)

١٣٦٤٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- في قوله: {ثم ازدادوا كفرا}، قال: تَمُّوا على كفرهم (٣) [١٢٨٥]. (٣/ ٦٥٩)


[١٢٨٤] رجَّح ابنُ جرير (٥/ ٥٦٧ - ٥٦٨) هذا القول الذي قال به أبو العالية من طريق داود بن أبي هند مستندًا إلى السياق، فقال: «لأن الآيات قبلها وبعدها فيهم نزلت، فأَوْلى أن تكون هي في معنى ما قبلها وبعدها؛ إذ كانت في سياق واحد».ورجَّح أنّ معنى ازديادهم الكفر: ما أصابوا في كفرهم من المعاصي، مستندًا إلى القرآن؛ لأن الله قال: {لن تقبل توبتهم}، فكان معلومًا أنه معنيٌّ به: لن تقبل توبتهم مما ازدادوا من الكفر على كفرهم بعد إيمانهم، لا من كفرهم؛ لأن الله -تعالى ذكره- وعد أن يقبل التوبة من عباده، ولما كان الكفر بعد الإيمان أحد تلك الذنوب التي وعد قبول التوبة منها علم أن المعنى الذي لا تقبل التوبة منه غير المعنى الذي يقبل التوبة منه، والذي لا يقبل منه التوبة هو الازدياد على الكفر بعد الكفر، لا يقبل الله توبة صاحبه ما أقام على كفره، فأما إن تاب فإن الله -كما وصف به نفسه- غفور رحيم".
وعلَّق ابنُ عطية (٢/ ٢٨٠) على هذا القول بقوله: «وعلى هذا الترتيب يدخل في الآية المرتدون اللاحقون بقريش وغيرهم».
[١٢٨٥] ذكر ابنُ عطية (٢/ ٢٨٠) أن اليهود والمرتدين يدخلون في هذا القول الذي قاله مجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>