٣٨٦٥٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال في قوله:{وقد خلت من قبلهم المثلات}، قال: المَثُلات: الذي مَثَل الله به الأممَ مِن العذاب الذي عذَّبهم، تولَّت المثُلاثُ من العذاب، قد خلت من قبلهم، وعرفوا ذلك، وانتهى إليهم ما مَثَل الله بهم حين عَصَوْه وعَصَوْا رسلَه (١). (ز)
٣٨٦٥٥ - عن سعيد بن المسيّب -من طريق علي بن زيد- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {وإن ربَّك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لولا عفوُ اللهِ وتجاوزُه ما هنأ أحدًا العيشُ، ولولا وعيدُه وعقابُه لاتَّكل كلُّ أحد»(٢). (٨/ ٣٧٣)
٣٨٦٥٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {وإن ربَّك لذو مغفرة للناس}، يقول: ولكنَّ ربَّك (٣).
(٨/ ٣٧٣)
٣٨٦٥٧ - عن علي بن زيد بن جدعان، قال: تلا مُطَرِّف [بن عبد الله بن الشِّخِّير] هذه الآية: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم}، ثم قال مُطَرِّف: لو يعلم الناسُ قدرَ رحمة الله وعفو الله وتجاوز الله ومغفرة الله لَقَرَّت أعينُهم، ولو يعلم الناس قدر عقوبة الله ونقمة الله وبأس الله ونكال الله ما رقى لهم دمعٌ، ولا قرَّت أعينُهم بشيء (٤). (ز)
٣٨٦٥٨ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {وإن ربك لذو مغفرة} يعني: ذو تَجاوُزٍ {للناس على ظلمهم} يعني: على شِرْكِهم بالله في تأخير العذاب عنهم إلى وقت، يعني: الكفار، فإذا جاء الوقتُ عذَّبناهم بالنار، فذلك قوله:{وإن ربك لشديد العقاب} إذا عَذَّب وجاء الوقت، نظيرها في حم السجدة (٥)[٣٤٨٤]. (ز)
[٣٤٨٤] نقل ابنُ عطية (٥/ ١٧٨) عن ابن جرير في قوله تعالى: {وإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} أنه قال: «معناه: في الآخرة». ونقل عن قومٍ: أن «المعنى: إذا تابوا، وشديد العقاب إذا كفروا». ثم علَّق بقوله: «والظاهر من معنى المغفرة هنا إنما هو: سَتْرُهُ في الدنيا وإمهاله للكفرة، ألا ترى التنكير في لفظ {مَغْفِرَةٍ}، وأنها منَكَّرة مُقَلَّلة وليس فيها مبالغة، كما في قوله تعالى: {وإنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وآمَنَ} [طه: ٨٢]، ونمط الآية يُعْطِي هذا، ألا ترى حكمه عليهم بالنار؟ ثم قال: {ويَسْتَعْجِلُونَكَ}، فلما ظهر سوءُ فعلهم وجب في نفس السامع تعذيبهم، فأخبر بسيرته في الأمم وأنه يمهل مع ظلم الكفر، ولم يَرِد في الشرع أنّ الله تعالى يغفر ظُلْمَ العباد».