للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجه آدم - عليه السلام -، ونصفه من نار، ونصفه من ثلج، فيُسبّح بحمد ربه، ويقول: ربِّ، كما ألَّفتَ بين هذه النار وهذا الثلج؛ تُذيب هذه النار هذا الثلج، ولا يُطفئ هذا الثلج هذه النار، فكذلك ألِّف بين عبادك المؤمنين، فاختصّه الله تعالى مِن بين الخَلْق من عِظَمه. فقال: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ} (١). (ز)

٨١٠٧٨ - عن مقاتل بن حيّان، قال: الروح أشرفُ الملائكة، وأقربهم من الرّبّ، وهو صاحب الوحي (٢). (١٥/ ٢١٣)

٨١٠٧٩ - قال يحيى بن سلّام: {يوم يقوم الروح} روح كل شيء في جسده (٣) [٧٠٠٠]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٨١٠٨٠ - عن عائشة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: «سُبُّوح، قُدُّوس، ربّ الملائكة والرُّوح» (٤). (١٥/ ٢١٣)

{لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (٣٨)}

٨١٠٨١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {وقالَ صَوابًا}، قال: لا إله إلا الله (٥). (١٥/ ٢١٤)


[٧٠٠٠] اختُلف فيما عنى الله بالروح في هذه الآية على أقوال: الأول: مَلَكٌ مِن أعظم الملائكة. الثاني: جبريل. الثالث: خَلْقٌ يُشبه بني آدم. الرابع: بنو آدم. الخامس: أرواح بني آدم. السادس: القرآن. السابع: أنهم حفظة على الملائكة.
وعلّق ابنُ كثير (١٤/ ٢٣٦) على القول الثاني بقوله: «ويُستشهد لهذا القول بقوله: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} [الشعراء: ١٩٣ - ١٩٤]».
وعلّق ابنُ عطية (٨/ ٥٢٣ - ٥٢٤) على القول الخامس، فقال: «وقال ابن عباس، والحسن، وقتادة: الرُّوحُ هنا اسم جنس، يراد به: أرواح بني آدم، والمعنى: يوم تقوم الأرواح في أجسادها إثر البعث والنشأة الآخرة، ويكون الجمع من الإنس والملائكة صَفًّا، ولا يَتكلّم أحد هيبة وفزعًا، {إلّا مَن أذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} مِن مَلَك أو نبيٍّ، وكان أهلًا أن يقول صَوابًا في ذلك الموطن».
وعلّق على القول السادس، فقال: «وقال ابن زيد: كان أبي يقول: هو القرآن، وقد قال الله تعالى: {أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحًا مِن أمْرِنا} [الشورى: ٥٢] أي: من أمرنا. فالقيام فيه مُستعار يُراد به بيانه وظهوره وشدة آثاره، والأشياء الكائنة عن تصديقه أو تكذيبه». ثم انتقده بقوله: «ومع هذا ففي القول قلق».
وجوّز ابنُ جرير (٢٤/ ٥٠) هذه الأقوال، ولم يقطع بقولٍ منها؛ لصحتها، وعدم الدليل على التعيين، فقال: «والصواب من القول أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أخبر أنّ خَلْقه لا يملكون منه خطابًا يوم يقوم الروح، والروح: خَلْقٌ من خَلْقه. وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت، والله أعلم أيَّ ذلك هو؟ ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعني به دون غيره يجب التسليم له، ولا حُجّة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به».
ورجّح ابنُ كثير (٨/ ٣١٠) القول الرابع، فقال: «والأشبه -والله أعلم- أنهم بنو آدم». ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>