للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كابن كثير (ت: ٧٧٤ هـ) الذي لم يرو عنه إلا بضعة مواضع، ومثله السيوطي (ت: ٩١١ هـ) في الدر المنثور (١).

أما من اعتنى بتفسير مقاتل روايةً ودرايةً فقِلَّةٌ، من أشهرهم وأكثرهم نقلًا عنه أبو إسحاق الثعلبي (ت: ٤٢٧ هـ) في تفسيره "الكشف والبيان"، وقد أشار إليه فى مقدمته ضمن مصادره (٢).

* تفسير مقاتل بن سليمان:

مع طرح أغلب المفسرين المسندين لتفسير مقاتل وعدم اعتنائهم بنقله والإفادة منه، فقد شاء اللَّه أن يصلنا تفسيره كاملًا دون تفاسير أقرانه (٣)! وهو أول تفسير كامل للقرآن يصل إلينا.

ومن خلال هذه النسخة الفريدة تمكنا من استخراج تفسير مقاتل وإيراده في هذه الموسوعة، ومن ثَم صار من أكثر مفسري السلف تفسيرًا في إحصاءات هذه الموسوعة، فقد بلغ مجموع أقواله في التفسير (١٠٢٢٨) قولًا، وهذا بخلاف ما جاء في مصادر التفسير المأثور التي لم تعتن بتفسيره مما جعل تفسيره فيها نزرًا يسيرًا لا يكاد يندرج في طبقة المقلين فضلًا عن المكثرين.

وقد تميز تفسيره (٤) بأنه تحليلي كامل لآيات وسور القرآن، مُرتَّبًا بحسب ترتيب سوره، يمزج بين الآية وتفسيرها في سياق واحد بأسلوب سهل ميسر، يفهمه العامة والخاصة، وهو تفسير أثري ونظري، يجمع بين المنقول والمعقول، وقد تميز تفسيره النظري بمزايا لم يُسبق إليها، من أبرزها: الاعتناء بتفسير القرآن بالقرآن، وبيان الوجوه والنظائر.

والخلاصة: أن تفسير مقاتل النظري الاجتهادي تفسير نفيس، يشهد لذلك ما وُجد فيه من بيان ميسر موجز (٥)، ينِمُّ عن علم وتمكّن كما وصفه كثير من السلف، ومن


(١) ينظر تفصيل ذلك في كتاب: تفسير أتباع التابعين: عرض ودراسة، ص ٦٧ - ٧٠.
(٢) ينظر: مقدمة الكشف والبيان عن تفسير القرآن، تحقيق: د. خالد عون العنزي، ص ٧٢.
(٣) وقد حققه: د. عبد اللَّه محمد شحاتة قديمًا بعد أن درس منهجه في أطروحته للدكتوراه بجامعة القاهرة عام ١٩٦٨ م، ثم طُبع كاملًا بعد ذلك بمدة في أربعة مجلدات، وأُفرد المجلد الخامس لقسم الدراسة، من إصدار مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان، عام ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٢ م.
(٤) ينظر تفصيل ذلك في كتاب: تفسير أتباع التابعين: عرض ودراسة ص ٧٣ - ٨٠.
(٥) ومن هنا حرصنا على تضمين تفسيره في الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>