للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: الوجع، والبلاء، والشدة؛ {دَعا رَبَّهُ مُنِيبًا إلَيْهِ} قال: مستغيثًا به (١). (ز)

٦٧١٨١ - عن قتادة بن دعامة، في قوله: {دَعا رَبَّهُ مُنِيبًا إلَيْهِ}: أي: مُخلِصًا إليه (٢). (١٢/ ٦٣٦)

٦٧١٨٢ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا مَسَّ} يعني: أصاب الإنسان، يعني: أبا حُذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزوميّ {ضُرٌّ} يعني: بلاء أو شدة {دَعا رَبَّهُ مُنِيبًا إلَيْهِ} يقول: راجعًا إلى الله مِن شركه مُوَحِّدًا، يقول: اللهم، اكشف ما بي (٣). (ز)

{ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ}

٦٧١٨٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ثُمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنهُ}: إذا أصابته عافية أو خير (٤) [٥٦٠٨]. (ز)

٦٧١٨٤ - قال مقاتل بن سليمان: {ثُمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنهُ}، يقول: أعطاه الله الخير (٥). (ز)

{نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ}

٦٧١٨٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {نَسِيَ}، يقول: ترك، هذا في الكافر خاصة (٦). (ز)

٦٧١٨٦ - قال مقاتل بن سليمان: {نَسِيَ} يعني: ترك {ما كانَ يَدْعُو إلَيْهِ مِن قَبْلُ} في ضُره (٧) [٥٦٠٩]. (ز)


[٥٦٠٨] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٣٧٦) في قوله تعالى: {ثُمَّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنهُ} احتمالين، فقال: «يُحتمل أن يريد: في كشف الضر المذكور، أو يريد: أيَّ نعمة بانت». وعلَّق عليهما بقوله: «واللفظ يعُمُّهما».

[٥٦٠٩] نقل ابن جرير (٢٠/ ١٧٢)، وابن عطية (٧/ ٣٧٧) في «ما» من قوله تعالى: {نَسِيَ ما كانَ يَدْعُو إلَيْهِ مِن قَبْلُ} قولين: الأول: أن {ما} مصدرية.
ووجَّهه ابنُ عطية بقوله: «والمعنى: نسيَ دعاءَه إليه في حال الضرر، ورجع إلى كفره».
ووجَّهه ابنُ تيمية (٥/ ٣٨٤) بأن «تقديره: نسي كونه يدعو الله إلى حاجته، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {فَلَمّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إلى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يونس: ١٢]».
ثم استدرك عليه قائلًا: «لكن على هذا يبقى الضمير في {إليه} عائدًا على غير مذكور، بخلاف ما إذا جُعلت بمعنى: الذي، فإن التقدير: نسي حاجته الذي دعاني إليها من قبل، فنسي دعاءه الله الذي كان سبب الحاجة».الثاني: أن {ما} بمعنى: الذي، والمراد بها الله.
ووجَّهه ابنُ عطية بقوله: «وهذا كنحو قوله: {ولا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ} [الكافرون: ٣]، وقد تقع ما» مكان «من» فيما لا يُحصى كثرةً من كلامهم".
ثم زاد ابنُ عطية احتمالين آخرين: أحدهما: «أن تكون {ما} نافية، ويكون قوله: {نَسِيَ} كلامًا تامًّا، ثم نفى أن يكون دعاء هذا الكافر خالصًا لله ومقصودًا به من قبل النعمة، أي: في حال الضُّر». والآخر: «أن تكون {ما} نافية، ويكون قوله: {مِن قَبْلُ} يريد: من قَبْل الضرر». ثم وجَّهه بقوله: «فكأنه يقول: ولم يكن هذا الكافر يدعو في سائر زمنه قبل الضرر، بل ألجأه ضررُه إلى الدعاء».

<<  <  ج: ص:  >  >>