للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هداها، وكقوله: {ولَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: ٩٩]، {ولَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي} سَبَقَ القولُ مِنِّي {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ والنّاسِ أجْمَعِينَ} يعني: المشركين مِن كلا الفريقين، وكقوله لإبليس: {اخْرُجْ مِنها مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَن تَبِعَكَ مِنهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أجْمَعِينَ} [الأعراف: ١٨]. وحدثني يزيد بن إبراهيم والحسن بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: اختصمت الجنة والنار، فقالت النار: يا رب، ما لي يدخلني الجبارون والمتكبرون؟ وقالت الجنة: يا رب، ما لي يدخلني ضعفاء الناس وسقطهم؟ فقال للنار: أنتِ عذابي أصيب بكِ مَن أشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي أصيب بكِ مَن أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما الجنة فإنّ الله -تبارك وتعالى- لا يظلم الناس شيئًا، وينشئ لها ما يشاء مِن خلقه، وأما النار فيقذف فيها، وتقول: هل من مزيد. ويقذف فيها، وتقول: هل من مزيد. ويقذف فيها، وتقول: هل من مزيد. حتى يضع عليها قدمه، فحينئذ تمتلئ وتنزوي بعضها إلى بعض وتقول: قد، قد. وقال بعضهم: قد، قد ثلاث مرات. خداش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، غير أنه قال: «قط، قط، قط، قط، قط، قط» (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٦١٣٥٢ - عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنّ الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير، يقول: يا آدم، لولا أنِّي لعنتُ الكذّابين، وأُبغِض الكذب والحلِف، وأُعَذِّب عليه؛ لرحمت اليوم ذريتك أجمعين مِن شدة ما أعددت لهم من العذاب، ولكن حق القول مني لِمَن كذب رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم منكم أجمعين. ويقول: يا آدم، إنِّي لا أُدخل أحدًا مِن ذريتك النار، ولا أُعذِّب أحدًا منهم بالنار، إلا مَن قد علمتُ في سابق علمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شرٍّ مما كان فيه، لم يراجع ولم يُعتب. ويقول له: يا آدم، قد جعلتك اليوم حكمًا بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان، فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شرِّه مثقالَ ذرة فله الجنة، حتى تعلم أني لا أُدخل النار اليوم منهم إلا ظالِمًا» (٢). (١١/ ٦٨٨)


(١) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٦٨٨ - ٦٨٩. والمرفوع أصله في البخاري ٩/ ١٣٤ (٧٤٤٩)، ومسلم ٤/ ٢١٨٦ (٢٨٤٦)، وعبد الرزاق في تفسيره ٣/ ٢٣١ (٢٩٥٩)، وابن جرير ٢١/ ٤٤٦ - ٤٤٧، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٩٦ (١١٢٩٩) بنحوه.
(٢) أخرجه الطبراني في الصغير ٢/ ٩٩ (٨٥٥)، وابن عساكر في تاريخه ٧/ ٤٥٣ - ٤٥٥، والواحدي في التفسير الوسيط ٣/ ٤٥١ (٧٣٣) من طريق محمد بن يحيى بن زياد الأبزاري، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن أبي عاصم العباداني، عن الفضل بن عيسى الرقاشي، عن الحسن، عن أبي هريرة به.
قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الأعلى بن حماد». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٤٧ - ٣٤٨ (١٨٣٧٨): «فيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو كذاب».

<<  <  ج: ص:  >  >>