للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧)}

٦٤٨٣٥ - عن أبي أمامة، قال: إنّ الرجل مِن أهل الجنة لَيشتهي الشراب من شراب الجنة، فيجيء إليه الإبريقُ، فيقع في يده، فيشرب، فيعود إلى مكانه (١). (١٢/ ٣٦٣)

٦٤٨٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {لَهُمْ فِيها} في الجنة {فاكِهَةٌ ولَهُمْ ما يَدَّعُونَ} يتمنّون ما شاءوا من الخير (٢). (ز)

٦٤٨٣٧ - قال يحيى بن سلّام: قال: {لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ ولَهُمْ ما يَدَّعُونَ} ما يشتهون، يكون في فِي أحدهم الطعامُ، فيخطر على باله طعامٌ آخر، فيتحول ذلك الطعام في فِيهِ، ويأكل مِن ناحيةٍ مِن البُسْرة بُسرًا، ثم يأكل مِن ناحية أخرى عنبًا، إلى عشرة ألوان أو ما شاء الله مِن ذلك، ويَصُفُّ الطيرُ بين يديه، فإذا اشتهى الطيرَ منها اضطرب، ثم صار بين يديه نَضيجًا؛ نصفه شواء، ونصفه قديرًا (٣)، وكل ما اشتهت أنفسهم وجدوه، كقوله: {وفِيها ما تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ} [الزخرف: ٧١] (٤). (ز)

{سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)}

[قراءات]

٦٤٨٣٨ - عن الأعمش: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (سَلامًا قَوْلًا) (٥) [٥٤٤٦]. (ز)


[٥٤٤٦] ذكر ابنُ جرير (١٩/ ٤٦٦ - ٤٦٧) هذه القراءة، وعلّق عليها، فقال: «وقد ذكر أنها في قراءة عبد الله: (سلامًا قولًا) على أن الخبر متناهٍ عند قوله: {ولهم ما يدعون}، ثم نصب (سلامًا) على التوكيد، بمعنى: مسلمًا قولًا».
وأورد في رفع {سلام} في قراءة من قرأها كذلك وجهين، فقال: «في رفع {سلام} وجهان في قول بعض نحويي الكوفة: أحدهما: أن يكون خبرًا لـ {ما يدعون}، فيكون معنى الكلام: ولهم ما يدعون مسلم لهم خالص. وإذا وجه معنى الكلام إلى ذلك كان القول حينئذ منصوبًا توكيدًا خارجًا مِن السلام، كأنه قيل: ولهم فيها ما يدعون مسلم خالص حقًّا، كأنه قيل: قاله قولًا. والوجه الثاني: أن يكون قوله: {سلام} مرفوعًا على المدح، بمعنى: هو سلامٌ لهم قولًا مِن الله». ثم قال: «والذي هو أولى بالصواب على ما جاء به الخبر عن محمد بن كعب القرظي أن يكون {سلام} خبرًا لقوله: {ولهم ما يدعون}؛ فيكون معنى ذلك: ولهم فيها ما يدعون، وذلك هو سلام من الله عليهم، بمعنى: تسليم من الله، ويكون {سلام} ترجمة {ما يدعون}، ويكون القول خارجًا من قوله: سلام». واستدل ابنُ جرير على هذا بقول عمر بن عبد العزيز وقول محمد بن كعب الآتيين، ثم قال (١٩/ ٤٦٩) معلّقًا عليه: «فهذا القول الذي قاله محمد بن كعب ينبئ عن أن {سلام} بيان عن قوله: {ما يدعون}، وأن القول خارج من السلام».

<<  <  ج: ص:  >  >>