للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُفّار مكة، {ونطبع على قلوبهم} بالكفر {فهم لا يسمعون} بالإيمان (١). (ز)

{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا}

٢٨٣٥١ - عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق السدي- قوله: {أنباء} [آل عمران: ٤٤]، يعني: أحاديث (٢). (ز)

٢٨٣٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: رجع إلى القرى الخالية التي عُذِّبت، فقال: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها} يعني: حديثها (٣). (ز)

{وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (١٠١)}

[نزول الآية]

٢٨٣٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: {ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات} يعني: بيان العذاب؛ فإنّه نازل بهم في الدنيا، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر كُفّار مكة بأنّ العذاب نازل بهم، فكذَّبوه بالعذاب؛ فأنزل الله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} (٤). (ز)

٢٨٣٥٤ - عن أُبَيِّ بن كعب -من طريق أبي العالية- في قوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل}، قال: كان في عِلْم الله يوم أقرُّوا له بالميثاق مَن يُكذِّبُ به، ومَن يُصَدِّق (٥) [٢٥٩٤]. (٦/ ٤٨٨)


[٢٥٩٤] نقل ابنُ جرير اختلاف السلف في تفسير قوله تعالى: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} على ثلاثة أقوال: الأول: أنّ ذلك كان يوم أخذ ميثاقهم حين أخرجهم من ظهر أبيهم آدم. الثاني: أنّ معناه: ما كانوا ليؤمنوا عند مجيء الرسل بما سبق في علم الله أنّهم يُكَذِّبون به يوم أخرجهم من صلب آدم - عليه السلام -. الثالث: أنّ معنى الآية: ما كانوا لو أحييناهم بعد هلاكهم ومعاينتهم ما عاينوا من عذاب الله لِيؤمنوا بما كذبوا من قبل هلاكهم.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٠/ ٣٣٨) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الثاني الذي هو قول أبي بن كعب، والربيع، مُعَلِّلًا ذلك بقوله: «وذلك أنّ مَن سبق في علم الله -تبارك وتعالى- أنّه لا يؤمن به فلن يؤمن أبدًا، وقد كان سبق في علم الله تعالى لمن هلك من الأمم التي قصَّ نبأَهم في هذه السورة أنّه لا يؤمن أبدًا، فأخبر -جلَّ ثناؤه- عنهم أنّهم لم يكونوا ليؤمنوا بما هم به مكذبون في سابق علمه قبل مجيء الرسل وعند مجيئهم إليهم. ولو قيل: تأويله: فما كان هؤلاء الذين ورثوا الأرض -يا محمد- من مشركي قومك من بعد أهلها الذين كانوا بها من عاد وثمود ليؤمنوا بما كذب به الذين ورثوها عنهم من توحيد الله ووعده ووعيده. كان وجهًا ومذهبًا، غير أني لا أعلم قائلًا قاله مِمَّن يُعْتَمد على علمه بتأويل القرآن».
وهذا القول الذي جوّز صوابَه ابنُ جرير غيرَ ألاّ قائل له من أهل التأويل الذين يُعتمدُ على قولِهم قال به مقاتل بن سليمان، كما سيأتي في آثار تفسير الآية.
وقد أشار ابنُ عطية (٤/ ١١) إلى قول أبي كعب، ثم علَّق عليه قائلًا: «فجعل سابق القدر عليهم بمثابة تكذيبهم بأنفسهم، لا سيما وقد خرج تكذيبهم إلى الوجود في وقت مجيء الرسل».

<<  <  ج: ص:  >  >>