للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى نتعاهد لا نعود. فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا، فلما أصبح الأخنس أتى أبا سفيان في بيته، فقال: أخبِرني عن رأيك فيما سمعت من محمد. فقال: واللهِ، لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها، ولا ما يراد بها. قال الأخنس: وأنا، والذي حلفتَ به. ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فقال: ما رأيك فيما سمعت مِن محمد؟ قال: ماذا سمعت؟! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشَّرَفِ؛ أطعَمُوا فأطعمنا، وحمَلوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثَينا على الركب وكُنّا كفرسَي رهانٍ قالوا: مِنّا نبيٌّ يأتيه الوحي مِن السماء. فمتى ندرك هذه؟ واللهِ، لا نؤمن به أبدًا، ولا نصدقه. فقام عنه الأخنس، وتركه (١). (٩/ ٣٧٢ - ٣٧٣)

{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (٤٨)}

٤٣٢٤٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج- وفي قوله: {فلا يستطيعون سبيلًا}، قال: مخرجًا يُخرجُهم مِن الأمثال التي ضرَبوا لك؛ الوليد بن المغيرة وأصحابه (٢). (٩/ ٣٧٢)

٤٣٢٤١ - قال مقاتل بن سليمان: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} يعني: كيف وصفوا لك الأنبياء حين قالوا: إنك ساحر، {فضلوا} عن الهدى، {فلا يستطيعون} يعني: فلا يجدون {سبيلا} يعني: لا يقدرون على مخرج مما قالوا لك بأنك ساحر (٣) [٣٨٥٣]. (ز)

٤٣٢٤٢ - قال يحيى بن سلّام: قال الله: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا}


[٣٨٥٣] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٤٩٠) في معنى الآية احتمالين: «أحدهما: لا يستطيعون سبيلًا إلى الهدى، والنظر المؤدي إلى الإيمان». ثم وجَّهه بقوله: «فتجري الآية مجرى قوله تعالى: {وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أكِنَّةً} [الإسراء: ٤٦]، ونحو هذا». «والآخر: لا يستطيعون سبيلًا إلى إفساد أمرك، وإطفاء نور الله بِضَرْبهم الأمثال لك، واتباعهم كل حيلة في جهتك».

<<  <  ج: ص:  >  >>