للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسلمين لليلة بَقِيَت من المحرم، فقال بعضُهم لبعض: إنّ أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام، فاحمِلُوا عليهم، فناشدهم المسلمون أن يُقاتلوهم في الشهر الحرام، فأبى المشركون إلا القتال، فبغوا على المسلمين، فقتلوهم، وحملوا عليهم، وثبت المسلمون، فنصر اللهُ - عز وجل - المسلمين عليهم، فوقع في أنفُس المسلمين مِن القتال في الشهر الحرام؛ فأنزل الله - عز وجل -: {ذلك ومن عاقب} (١). (ز)

٥١١٠٢ - عن مقاتل [بن حيان]، في قوله: {ذلك ومن عاقب} الآية، قال: إنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث سَرِيَّة في ليلتين بقيتا مِن المحرم، فلقوا المشركين، فقال المشركون بعضُهم لبعض: قاتِلوا أصحاب محمد؛ فإنّهم يُحَرِّمون القتال في الشهر الحرام. وإنّ أصحاب محمد ناشدوهم وذَكَّروهم بالله أن يعرضوا لقتالهم؛ فإنّهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام إلا مَن بادَأَهُم، وإنّ المشركين بدءوا، وقاتلوهم؛ فاسْتَحَلَّ الصحابةُ قتالهم عند ذلك، فقاتلوهم، ونصرهم الله عليهم (٢). (١٠/ ٥٣٥)

[تفسير الآية]

٥١١٠٣ - قال الحسن البصري، في قوله: {ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به}: يعني: قاتل المشركين كما قاتلوه (٣). (ز)

٥١١٠٤ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {ذلك ومن عاقب} الآية، قال: تَعاوَنَ المشركون على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه، فأخرجوه، فوعد الله أن ينصره، وهو في القصاص أيضًا (٤). (١٠/ ٥٣٥)

٥١١٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ذلك ومن عاقب} هذا جزاءُ مَن عاقب {بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو} عنهم، {غفور} لقتالهم في الشهر الحرام (٥). (ز)

٥١١٠٦ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه}، يعني بذلك: مشركي العرب أنهم عُوقِبوا، فقتلهم الله بجحودهم النبيَّ وظلمِهم إيّاه وأصحابه، وبغيهم عليهم. قال: {لينصرنه الله إن الله لعفو


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٣٥ وهو مرسل.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم مرسلًا.
(٣) تفسير البغوي ٥/ ٣٩٧.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٦١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، واللفظ له.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>