للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والقمل، وغير ذلك، وكل ذلك يعاهدونه ثم ينكثون (١) [٢٦١١]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٢٨٦٨٤ - عن سعد بن مالك، وأسامة بن زيد، وخزيمة بن ثابت، قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ هذا الطاعون رِجْزٌ، وبَقِيَّةُ عذاب عُذِّب به أناسٌ مِن قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أنّه بأرض فلا تدخلوها» (٢). (٦/ ٣٨١)

{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ}

٢٨٦٨٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: {إلى أجل هم بالغوه}، قال: الغَرَق (٣) [٢٦١٢]. (٦/ ٥٢٠)


[٢٦١١] رجّحَ ابنُ جرير (١٠/ ٤٠١) الجمعَ بين المعاني التي ذكرها المفسرون لدخولها تحت معنى {الرجز}، ولا مخصّص لأحدها دون الآخر، فقال: «وأولى القولين بالصواب في هذا الموضع أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر عن فرعون وقومه أنّهم لَمّا وقع عليهم الرجز -وهو العذاب والسخط من الله عليهم- فزعوا إلى موسى بمسألته ربَّه كشف ذلك عنهم. وجائزٌ أن يكون ذلك الرجز كان الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم؛ لأنّ كل ذلك كان عذابًا عليهم، وجائز أن يكون ذلك الرجز كان طاعونًا. ولم يخبرنا الله أي ذلك كان؟ ولا صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأي ذلك كان خبرٌ فنسلم له. فالصواب أن نقول فيه كما قال -جل ثناؤه-: {ولما وقع عليهم الرجز}. ولا نتعداه إلا بالبيان الذي لا تمانع فيه بين أهل التأويل». وبمثله قال ابن عطية (٤/ ٣٠) مستندًا إلى السياق: «والظاهر من الآية أن المراد بالرجز هاهنا العذاب المتقدم الذكر من الطوفان والجراد وغيره».
[٢٦١٢] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٣١) نحو ما رُوِي عن ابن عباس من أنّه فَسَّر الأجل: بالغرق عن يحيى بن سلام، وعَلَّق عليه قائلًا: «وإنما هذا القول؛ لأنّه رأى جمهور هذه الطائفة قد اتفق أن هلكت غرقًا، فاعتقد أنّ الإشارة هنا بالأجل إنما هي إلى الغرق، وهذا ليس بلازم؛ لأنّه لا بد أنّه مات منهم قبل الغرق عالَمٌ، وهم ممن أُخِّر وكشف عنهم العذاب إلى أجل بلغه، ودخل في هذه الآية، فأين الغرق من هؤلاء؟ وأين هو ممن بقي بمصر ولم يغرق؟».
ثم رجّح مستندًا لدلالة العقل أنّ الأجل في الآية إنما: «يُراد به: غاية كل واحد منهم بما يخصه من الهلاك والموت. وهذا اللازم من اللفظ، كما تقول: أخذت كذا إلى وقت. وأنت لا تريد وقتًا بعينه».

<<  <  ج: ص:  >  >>