للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}

٧٠٥١١ - قال مقاتل بن سليمان: {قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي} يقول: ألْهِمني {أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ} بالإسلام، {وعَلى والِدَيَّ} يعني: أبا قحافة ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة، وأمّه: أمّ الخير بنت صخر بن عمرو (١). (ز)

٧٠٥١٢ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ}، قال: اجعلْني أشكر نعمتك (٢) [٥٩٧٧]. (ز)

{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}

٧٠٥١٣ - قال عبد الله بن عباس: {وأَنْ أعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ} وأجابه الله - عز وجل -، فأعتق تسعةً مِن المؤمنين يُعذَّبون في الله، ولم يُرِد شيئًا مِن الخير إلا أعانه الله عليه (٣). (ز)


[٥٩٧٧] استدرك ابنُ جرير (٢١/ ١٤١) -من جهة اللغة- على قول ابن زيد بقوله: «وهذا الذي قاله ابن زيد في قوله: {رب أوزعني} وإن كان يؤول إليه معنى الكلمة، فليس بمعنى الإيزاع على الصحة».
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٦١٩ - ٦٢٠) أن قوله: {أوزعني} يحتمل احتمالين: الأول: ادفعني عن الموانع، وازجرني عن القواطع؛ لأجل أن أشكر نعمتك. الثاني: أن يكون بمعنى: اجعل حظّي ونصيبي. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا من التّوزيع، والقوم الأوزاع، ومن قولك: توزعوا المال؛ فـ {أن} على هذا مفعول صريح».
وذكر ابنُ القيم (٢/ ٤٥٠) القول بأن معنى {أوزعني}: ألْهِمني. ثم نقل عن أبي إسحاق تفسيره بـ: كفّني عن الأشياء إلا نفس شكر نعمتك. وعلَّق عليه بقوله: «ولهذا يقال في تفسير الموزع: المولع، ومنه الحديث: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُوزعًا بالسؤال». أي: مُولعًا به، كأنه كفّ ومُنع إلا منه. ونقل عن أهل اللغة أن الوزع له معنيان: الأول: أنه بمعنى الكفّ. وهو قول أبي إسحاق. الثاني: الإغراء، فأوزعته بالشيء: أغريته به، واستوزعتُ الله شكره فأوزعني: استلهمتُه فألهمني. ثم قال:» فقد دار معنى اللفظة على معنى: ألْهِمني ذلك، واجعلني مغرًى به، وكفّني عما سواه".

<<  <  ج: ص:  >  >>