ومُنَبِّه أخوين، ابني الحجاج السَّهميّين، وكلّهم من قريش، وقالوا: إنّ الله لا يُحيينا، وكيف يَقْدِرُ علينا إذا كُنّا ترابًا وضَلَلنا في الأرض؟! (١). (ز)
[تفسير الآية]
٧١٩٢٥ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله:{أإذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا ذلِكَ رَجْعٌ}، قالوا: كيف يُحيينا الله، وقد صِرنا عظامًا ورُفاتًا، وضَلَلنا في الأرض؟! (٢)[٦١٢٢]. (ز)
٧١٩٢٦ - قال مقاتل بن سليمان:{أإذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا ذلِكَ رَجْعٌ} إلى الحياة {بَعِيدٌ} بأنّ البعث غير كائن (٣). (ز)
٧١٩٢٧ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله:{ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}، قال: أنكروا البعث، فقالوا: مَن يستطيع أن يُرْجعنا ويُحيينا؟! (٤). (١٣/ ٦١٤)
{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ}
٧١٩٢٨ - عن عبد الله بن عباس، {قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنهُمْ}، قال: مِن أجسادهم، وما يذهب منها (٥). (١٣/ ٦١٤)
[٦١٢٢] قال ابن جرير (٢١/ ٤٠٣ - ٤٠٤): «في هذا الكلام متروكٌ استُغْنِي بدلالة ما ذُكر عليه مِن ذكره، وذلك أنّ الله دلّ بخبره عن تكذيب هؤلاء المشركين الذين ابتدأ هذه السورة بالخبر عن تكذيبهم رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بقوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب} على وعيده إيّاهم على تكذيبهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه قال لهم -إذ قالوا منكرين رسالة الله رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -: {هذا شيء عجيب} -: ستعلمون -أيها القوم- إذا أنتم بُعثتم يوم القيامة ما يكون حالكم في تكذيبكم محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وإنكاركم نبوته. فقالوا مجيبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {أئذا متنا وكنا ترابا} نعلم ذلك، ونرى ما تعِدنا على تكذيبك {ذلك رجع بعيد} أي: أن ذلك غير كائن، ولسنا راجعين أحياء بعد مماتنا. فاستغني بدلالة قوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب} مِن ذِكر ما ذكرت مِن الخبر عن وعيدهم». ثم ذكر أن قول الضَّحّاك فيه دلالة على صحة ما قاله مِن أنهم أنكروا البعث إذا تُوعّدوا به.