للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم صعد أبا قُبَيْس فنادى مثلها، ثم نقض صخرة من الجبل، فرفعها المنادي، فضرب بها الجبل، فانفلقت، فلم يبق بيت بمكة إلا دخلت قطعة منه فيه، فلَمّا أصبحت أخبرت أخاها العباس ورجلًا وعنده أبو جهل بن هشام، فقال أبو جهل: يا آل قريش، ألا تعذرونا من بني عبد المطلب!، إنهم لا يرضون أن تنبأ رجالهم حتى تنبأت نساؤهم! ثم قال أبو جهل للعباس: تنبأت رجالكم، وتنبأت نساؤكم، والله لَتَنتَهُنَّ. وأَوْعَدَهم، فقال العباس: إن شئتم ناجَزْناكم الساعة. فلما قدم ضَمْضَم بن عمرو الغفاري قال: أدرِكوا العِير أو لا تدركوا. فعمد أبو جهل وأصحابه فأخذوا بأستار الكعبة، ثم قال أبو جهل: اللهم انصر أعلى الجندين، وأكرم القبيلتين. ثم خرجوا على كل صَعْب وذَلُول لِيُعِينُوا أبا سفيان، فترك أبو سفيان الطريق، وأغز (١) على ساحل البحر، فقدم مكة، وسبق أبو جهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المشركين إلى ماء بدر، فلما التَقَوْا قال أبو جهل: اللهم اقض بيننا وبين محمد، اللهم أينا كان أحب إليك، وأرضى عندك فانصره. ففعل الله - عز وجل - ذلك، وهزم المشركين، وقتلهم، ونصر المؤمنين، فأنزل الله في قول أبي جهل: {إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ} (٢). (ز)

[تفسير الآية]

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}

٣٠٤٤٨ - قال أبي بن كعب =

٣٠٤٤٩ - وعطاء الخراساني: هذا خطاب لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى للمسلمين: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}، أي: إن تستنصروا فقد جاءكم الفتح والنصر (٣). (ز)

٣٠٤٥٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- {إن تستفتحوا}، يعني: المشركين، إن تَسْتَنْصِروا فقد جاءكم المَدَد (٤). (٧/ ٧٧)


(١) كذا أثبته محققه، وذكر أن في بعض النسخ: وأخذ.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٠٦ - ١٠٧.
(٣) تفسير الثعلبي ٤/ ٣٤٠، وتفسير البغوي ٣/ ٣٤٢ دون ذكر عطاء الخراساني.
(٤) أخرجه ابن جرير ١١/ ٩٠، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٧٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>