للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النسخ في الآية]

٣٠٧٤٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٣٠٧٤٦ - والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- في قوله: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}، قالا: نسَختها الآية التي تلِيها: {وما لهم ألا يعذبهم الله}؛ فقُوتِلوا بمكة، فأصابهم فيها الجوع والحَصَرُ (١). (٧/ ١٠٧)

٣٠٧٤٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، مثلُهُ (٢). (٧/ ١٠٧)

٣٠٧٤٨ - عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص-، مثل ذلك (٣) [٢٧٩٤]. (ز)


[٢٧٩٤] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى: {وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} على أقوال: الأول: خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مقيم بمكة بقوله: وما كان الله ليعذب مشركي أهل مكة وأنت مقيم بين أظهرهم، وما كان الله معذبهم وقد بقي فيهم من المسلمين قوم يستغفرون. ثم خرج أولئك البقية من المسلمين من بينهم فعُذِّب الكفار. الثاني: وما كان الله ليعذبهم وأنت مقيم بين أظهرهم، وما كان الله معذبهم وهم يقولون: يا رب غفرانك. وقوله: {وما لَهُمْ ألا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} في الآخرة. الثالث: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، أن لو استغفروا. الرابع: وما كان الله معذبهم وهم يسلمون، فالاستغفار في هذا الموضع الإسلام. الخامس: وما كان الله معذب من قد سبق له من الله الدخول في الإسلام. السادس: وما كان الله معذبهم وهم يصلون. السابع: وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، ثم نسخ ذلك بقوله: {وما لَهُمْ ألا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ}.ورجَّح ابن جرير (١١/ ١٥٧) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثالث، بأن المعنى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، أن لو استغفروا، ولكنهم لا يستغفرون. وهو قول قتادة، والسدي، وابن زيد.
ثم انتَقَدَ (١١/ ١٥٨) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثاني قائلًا: «ولا وجْه لإيعادهم العذاب في الآخرة وهم مستعجلوه في العاجل، ولا شك أنهم في الآخرة إلى العذاب صائرون، بل في تعجيل الله لهم ذلك يوم بدر الدليل الواضح على أن القول في ذلك ما قلنا».وانتقد مستندًا إلى السياق القول الأول قائلًا: «وكذلك لا وجْه لقول من وجَّه قوله: {وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} إلى أنه عُنِي به المؤمنون، وهو في سياق الخبر عنهم، وعَمّا الله فاعل بهم، ولا دليل على أن الخبر عنهم قد تقَضّى، وعلى أن ذلك به عُنُوا، وألا خلاف في تأويله من أهله موجود».ووافقه ابنُ عطية (٤/ ١٧٨)، فقال: «ويدفع في صدر هذا القول أن المؤمنين الذين ردَّ الضمير عليهم لم يَجْرِ لهم ذِكْر».ثمّ انتقد ابنُ جرير مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ السابعَ قائلًا: "وكذلك أيضًا لا وجْه لقول من قال: ذلك منسوخ بقوله: {وما لَهُمْ ألا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ} الآية؛ لأن قوله -جلَّ ثناؤه-: {وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} خبر، والخبر لا يجوز أن يكون فيه نسخ، وإنما يكون النسخ للأمر أو النهي. ووافقه ابنُ عطية (٤/ ١٨٠).وبيَّن (٤/ ١٧٨) أن من قال بأن معنى {يَسْتَغْفِرون}: يُسلِمون. ومن قال: يُصلُّون. تتقارب أقوالهم مع قول قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>