ثم انتَقَدَ (١١/ ١٥٨) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثاني قائلًا: «ولا وجْه لإيعادهم العذاب في الآخرة وهم مستعجلوه في العاجل، ولا شك أنهم في الآخرة إلى العذاب صائرون، بل في تعجيل الله لهم ذلك يوم بدر الدليل الواضح على أن القول في ذلك ما قلنا».وانتقد مستندًا إلى السياق القول الأول قائلًا: «وكذلك لا وجْه لقول من وجَّه قوله: {وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} إلى أنه عُنِي به المؤمنون، وهو في سياق الخبر عنهم، وعَمّا الله فاعل بهم، ولا دليل على أن الخبر عنهم قد تقَضّى، وعلى أن ذلك به عُنُوا، وألا خلاف في تأويله من أهله موجود».ووافقه ابنُ عطية (٤/ ١٧٨)، فقال: «ويدفع في صدر هذا القول أن المؤمنين الذين ردَّ الضمير عليهم لم يَجْرِ لهم ذِكْر».ثمّ انتقد ابنُ جرير مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ السابعَ قائلًا: "وكذلك أيضًا لا وجْه لقول من قال: ذلك منسوخ بقوله: {وما لَهُمْ ألا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ} الآية؛ لأن قوله -جلَّ ثناؤه-: {وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} خبر، والخبر لا يجوز أن يكون فيه نسخ، وإنما يكون النسخ للأمر أو النهي. ووافقه ابنُ عطية (٤/ ١٨٠).وبيَّن (٤/ ١٧٨) أن من قال بأن معنى {يَسْتَغْفِرون}: يُسلِمون. ومن قال: يُصلُّون. تتقارب أقوالهم مع قول قتادة.