٢١٤٩٥ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله:{اليوم أكملت لكم دينكم}، قال: أخْلَص الله لهم دينَهم، ونَفى المشركين عن البيت. قال: وبَلَغَنا: أنها أنزلت يوم عرفة، ووافق يومَ جمعة (١). (٥/ ١٨١)
٢١٤٩٦ - قال مقاتل بن سليمان:{اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} يعني: شرائع دينكم؛ أمر حلالكم وحرامكم، {وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} يعني: الإسلام؛ إذ حججتم وليس معكم مشرك، {ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} يعني: واخترت لكم الإسلام دينًا، فليس دينٌ أرْضى عند الله - عز وجل - من الإسلام. قال سبحانه:{ومَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ وهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ}[آل عمران: ٨٥](٢). (ز)
[آثار متعلقة بالآية]
٢١٤٩٧ - عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِرَ لنا: أنه يَمْثُلُ لأهل كل دين دينُهم يومَ القيامة، فأمّا الإيمان فَيُبَشِّر أصحابَه وأهلَه، ويَعِدُهم في الخير، حتى يجيء الإسلام فيقول: رب، أنت السلام، وأنا الإسلام. فيقول: إيّاك اليومَ أقبَلُ، وبِكَ اليومَ أجْزِي [١٩٦٢](٣). (٥/ ١٨٧)
{فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ}
٢١٤٩٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله:{فمن اضطر}، يعني: إلى ما حُرِّم، مِمّا سُمِّي في صدر هذه السورة، {في مخمصة} يعني: مَجاعَة (٤). (٥/ ١٨٨)
٢١٤٩٩ - عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرْني عن قوله: {في مخمصة}. قال: في مجاعة وجَهْدٍ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
[١٩٦٢] علَّقَ ابنُ جرير (٨/ ٨٥) على قول قتادة هذا بقوله: «أحسب أنّ قتادة وجَّه معنى الإيمان بهذا الخبر إلى معنى التصديق والإقرار باللسان؛ لأنّ ذلك معنى الإيمان عند العرب، ووَجَّهَ معنى الإسلام إلى اسْتِسْلام القلب، وخُضُوعِه لله بالتوحيد، وانقياد الجسد له بالطاعة فيما أمَرَ ونَهى، فلذلك قيل للإسلام: إيّاكَ اليومَ أقبَل، وبِكَ اليومَ أجْزِي».