للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وواعدهم ثلاثين ليلة، فأتمها الله بعشر، فقال لهم هارون: يا بني إسرائيل، إنّ الغنيمة لا تَحِلُّ لكم، وإنّ حلي القبط إنما هو غنيمة، فاجمعوها جميعًا، فاحفروا لها حفرة، فادفنوها، فإن جاء موسى فأحلَّها أخذتموها، وإلا كان شيئًا لم تأكلوه. فجمعوا ذلك الحلي في تلك الحفرة، وجاء السامري بتلك القبضة فقذفها، فأخرج الله مِن الحلي عجلًا جسدًا له خوار، وعدَّت بنو إسرائيل موعد موسى، فعدوا الليلة يومًا، واليوم يومًا، فلما كان لعشرين خرج لهم العجل، فلما رأوه قال لهم السامري: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي}. فعكفوا عليه يعبدونه، وكان يخور ويمشي، {فكذلك ألقى السامري} ذلك حين قال لهم هارون: احفروا لهذا الحلي حفرة، واطرحوه فيها. فطرحوه، فقذف السامريُّ تربته (١) [٤٣٠٢]. (ز)

٤٨١٤١ - قال مقاتل بن سليمان: {فأخرج لهم عجلا جسدا} يعني بالجسد: أنّه لا روح فيه {له خوار} يعني: له صوت (٢). (ز)

٤٨١٤٢ - قال يحيى بن سلّام: {فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار} يخور خُوار البقرة (٣). (ز)

{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}

٤٨١٤٣ - عن عبد الله بن عباس، في قوله: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي}، قال:


[٤٣٠٢] أفادت الآثار اختلاف المفسرين في كيفية إخراج السامريّ العجل على قولين: الأول: أنّه صاغه صياغة، ثم ألقى من تراب حافر فرس جبريل في فيه، فخار. وهو قول قتادة. الثاني: أنه لم يَصُغْه، وإنما ألقى الناسُ الحليّ في حفرة، فألقى هو عليها القبضة فتجسَّد العجل. وهو قول السدي.
وذكر ابنُ عطية (٦/ ١٢٠) هذين القولين، ورجَّح القول الثاني مستندًا إلى دلالة ظاهر الآية بقوله: «وهو الأصح والأكثر». وبقوله (٤/ ٥٩ ط: دار الكتب العلمية) تعليقًا على قوله تعالى: {فَكَذَلِكَ ألْقى السّامِرِيُّ}: «وهذه الألفاظ تقتضي أن العجل لم يَصُغْه السامريّ». ثم علَّق (٦/ ١٢١) بما مفاده أنّه على القول الأول لم تنخرق للسّامريِّ عادة، وأن فتنة بني إسرائيل كانت بخوار العجل فقط، وعلى الثاني انخرقت له عادة، وكان هذا وجْه فتنتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>