وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٦٢٩ - ٦٣٠) مستندًا إلى السياق القول الأول، فقال: «وإنما اخترنا القول الذي قلنا في ذلك لأنّ قوله: {إن ذلك} إلى قوله: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض} أقربُ منه إلى قوله: {الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}، فكان إلحاق ذلك بما هو أقرب إليه أولى منه بما بَعُد». وبحسب الاختلاف السابق اختلفوا أيضًا في عود اسم الإشارة {ذلك} في قوله: {إن ذلك على الله يسير}؛ فمَن قال بعوده إلى العلم قال: إنّ كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن على الله يسير. ومَن قال بعوده على الحُكْم قال: إن الحكم بينهم على الله يسير. وما رجّحه ابنُ جرير هناك -وهو: عوده على العلم- رجّحه (١٦/ ٦٣١) هنا، وهو القول الأول؛ لدلالة السياق.