للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ت: ١٥٧ هـ)، ومذهب سفيان الثوري (ت: ١٦١ هـ)، ومذهب الليث بن سعد (ت: ١٧٥ هـ) (١).

٣ - تطور تدوين العلوم، من مجرد الجمع والتدوين إلى التصنيف والترتيب والتبويب؛ ومن ثم ظهور المؤلفات الجامعة، كما سيأتي بيانه في الفصل الثاني.

* معالم التفسير في عصر أتباع التابعين:

أولًا: الرحلة في طلب علم التفسير ونشره:

مع اتساع الدولة الإسلامية وترامي أطرافها فقد بلغت الرحلة في طلب العلم في هذا العصر ذروتها، إلى مختلف البلاد، خصوصًا الحرمين؛ مكة والمدينة، والعراقين؛ الكوفة والبصرة، لا سيما من بلدان المشرق كخراسان وبلاد ما وراء النهر، التي أخرجت فيما بعد أعلام الأمة في كثير من العلوم خصوصًا الحديث، وفي علوم القرآن نجد عددًا من أعلام التفسير نشأوا في تلك البلاد وكانت لهم رحلات علمية للقيا علماء التابعين في التفسير، فمن هؤلاء:

مقاتل بن سليمان البلخي (ت: ١٥٠ هـ): الذي رحل إلى مختلف البلاد فروى عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح المكيين، ومحمد بن شهاب الزهري، وزيد بن أسلم المدنيين، وابن سيرين البصري، وعطية بن سعد العوفي الكوفي، وغيرهم (٢). وعاد إلى خراسان وصنف كتبه في التفسير وعلوم القرآن، واستقر في آخر حياته في العراق.

وكذلك سميُّه وبلديُّه مقاتل بن حيان البلخي (ت: ١٥٠ هـ). الذي قال عن نفسه عند تفسير إحدى الآيات: "أخذت هذا التفسير عن مجاهد والحسن والضحاك" (٣).

ومحمد بن إسحاق (ت: ١٥٣ هـ) الذي رحل إلى كثير من البلاد، كالكوفة، والري، ومصر، وبغداد التي أقام بها آخر حياته حتى توفي.

وهكذا يحيى بن سلام البصري الذي رحل إلى الكوفة فأخذ عن سفيان الثوري (ت: ١٦١ هـ)، هالى المدينة فأخذ عن مالك بن أنس (ت: ١٧٩ هـ)، وإلى مصر فأخذ عن ابن لهيعة (ت: ١٧٤ هـ)، والليث بن سعد (ت: ١٧٥ هـ)، كما أخذ القراءات والتفسير قبل ذلك عن أصحاب الحسن البصري وقتادة.


(١) ينظر: الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي ١/ ٤٣٧ - ٤٣٩.
(٢) ينظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٢٦٣، ميزان الاعتدال ٤/ ١٧٣، تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٧٩.
(٣) تفسير ابن جرير الطبري ٩/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>