٤٢٤٨٧ - قال يحيى بن سلّام:{لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}، وهي تُقرَأ على وجهين: ليسوء الله وجوهكم، خفيفةً، والوجه الآخر:{ليسوءُوا} مثقلة، يعني: القوم {وجوهكم}(٢)[٣٨٠١]. (ز)
[٣٨٠١] قال ابنُ جرير (١٤/ ٤٧٨ - ٤٧٩ بتصرف): «اختلف القراء في قراءة قوله: {ليسوءوا وجوهكم}، فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة والبصرة: {ليسوءوا وجوهكم}، بمعنى: ليسوء العباد الأولو البأس الشديد -الذين يبعثهم الله عليكم- وجوهكم، واستشهد قارئو ذلك لصحة قراءتهم كذلك بقوله: {وليدخلوا المسجد}، وقالوا: ذلك خبر عن الجميع، فكذلك الواجب أن يكون قوله: {ليسوءوا}. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة: «لِيَسُوءَ وُجُوهَكُمْ» على التوحيد وبالياء. وقد يحتمل ذلك وجهين من التأويل: أحدهما: ليسوء مجيء ذلك الوعد للمرة الآخرة وجوهكم فيقبحها. والآخر منهما: ليسوء الله وجوهكم. فمَن وجَّه تأويل ذلك إلى ليسوء مجيء الوعد وجوهكم جعل جواب قوله: {فإذا} محذوفًا، وقد استغني بما ظهر عنه، وذلك المحذوف» جاء «، فيكون الكلام تأويله: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم جاء. ومَن وجَّه تأويله إلى: ليسوء الله وجوهكم كان أيضًا في الكلام محذوف، غير أنه سوى» جاء «، فيكون معنى الكلام حينئذ: فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم ليسوء الله وجوهكم، فيكون المضمر: بعثناهم، وذلك جواب» إذا «حينئذ. وقرأ ذلك بعض أهل العربية من الكوفيين: «لِنَسُوءَ وُجُوهَكُم» على وجه الخبر مِن الله -تبارك وتعالى اسمه- عن نفسه».