(٢) من نجباء الصحابة، وشهد له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه أعلم الأمة بالحلال والحرام -كما عند أحمد ٣/ ١٨٤، ٢٨١، والترمذي (٣٧٩٣، ٣٧٩٤)، وابن ماجه (١٥٤) - وخلّفه على أهل مكة بعد فتحها يقرئهم ويفقههم، ثم أرسله إلى اليمن قاضيًا ومعلمًا، وأرسله عمر إلى الشام مجاهدًا ومعلمًا حتى أدركته المنية هناك في طاعون عمواس عام ١٨ هـ، وله بضع وثلاثون سنة، قال عنه عمر حين خرج إلى الشام: لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وفيما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكرٍ أن يحبسه لحاجة الناس إليه، فأبى علي، وقال: رجلٌ أراد وجهًا -يعني: الشهادة- فلا أحبسه، وقد أثنى عليه وعلى علمه كبراء الصحابة حتى قال عنه ابن مسعود: "إن معاذًا كان أمةً قانتًا للَّه حنيفًا". فلما روجع في ذلك قال: "إن الأمة: معلم الخير، والقانت: المطيع، وإن معاذًا، كان كذلك"، ومناقبه كثيرة، ولعل لتقدم وفاته أثر في قلة المرويات عنه. (٣) عام ١٩ هـ، وقيل: في عهد عثمان عام ٣٢ هـ، وقيل غير ذلك على اختلاف كبير في سنة وفاته، وستأتي ترجمته في الدراسة التالية. (٤) ينظر حديث حذيفة بن اليمان في: صحيح البخاري (٤٩٨٨). (٥) ينظر: الفتح ٩/ ١٧، ١٨. وكان ذلك في أوائل سني خلافة عثمان، كما حرره الحافظ ابن حجر. (٦) يشكل على هذا ما ذكره السيوطي بقوله: "اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد اللَّه بن الزبير، أما الخلفاء =