للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَقَنِطِين (١). (١١/ ٦٠٩)

٦٠٧٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: {وإنْ كانُوا مِن قَبْلِ أنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِن قَبْلِهِ} يعني: من قبل نزول المطر في السنين السبع، حين قحط عليهم المطر {لَمُبْلِسِينَ} يعني: آيسِين مِن المطر (٢). (ز)

٦٠٧٦٨ - قال يحيى بن سلّام: {وإنْ كانُوا مِن قَبْلِ أنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ} المطر {مِن قَبْلِهِ} وهو كلام من كلام العرب مثنى، مثل قوله: {وهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [النمل: ٣]، وكقوله: {وهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ} [الروم: ٧]، {لَمُبْلِسِينَ} ليائسين من المطر، كقوله: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا} [الشورى: ٢٨] (٣) [٥١١٨]. (ز)

{فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠)}

٦٠٧٦٩ - قال مقاتل بن سليمان: قال اللهُ لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فانْظُرْ} يا محمد {إلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} يعني: النبت مِن آثار المطر؛ {كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} بالمطر، فتنبت من بعد موتها حين لم يكن فيها نبت، {إنَّ ذَلِكَ} يقول: إن هذا الذي فعل ما ترون {لَمُحْيِ المَوْتى} في الآخرة؛ فلا تكذبوا بالبعث، يعني: كفار


[٥١١٨] أورد ابنُ تيمية (٥/ ١٨٨ - ١٨٩) استشكال بعض الناس لتكرير قوله تعالى: {قبله} بعدما قال: {وإن كانوا من قبل}، ثم أجاب? بقوله: «وأما قوله: {من قبل أن ينزل عليهم من قبله} فليس من التكرار، بل تحته معنى دقيق، والمعنى فيه: وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم الودق من قبل هذا النزول لمبلسين؛ فهنا قبليتان: قبلية لنزوله مطلقًا، وقبلية لذلك النزول المعين أن لا يكون متقدمًا على ذلك الوقت، فيئسوا قبل نزوله يأسين: يأسًا لعدمه مرئيًا، ويأسًا لتأخره عن وقته؛ فقبل الأولى ظرف اليأس، وقبل الثانية ظرف المجيء والإنزال. ففي الآية ظرفان معمولان وفعلان مختلفان عاملان فيهما، وهما الإنزال والإبلاس؛ فأحد الظرفين متعلق بالإبلاس، والثاني متعلق بالنزول، وتمثيل هذا: أن تقول إذا كنت معتادًا للعطاء من شخص فتأخر عن ذلك الوقت ثم أتاك به: قد كنتُ آيِسًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>