للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو جهل، وأُمَيَّة، والوليد، وعُقْبة، وسُهَيل، والمستهزِءُون مِن قريش: انظروا إلى هؤلاء الذين اتبعوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مِن موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة. فازْدَرَوْهم، فقال الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء الفقراء مِن العرب والموالي: {أتَصْبِرُونَ} على الأذى والاستهزاء {وكان ربك بصيرا} أن تصبروا. فصبروا، ولم يجزعوا؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا} على الأذى والاستهزاء مِن كفار قريش {أنَّهُمْ هُمُ الفائِزُونَ} يعني: الناجين من العذاب (١). (ز)

[قراءات]

٥٢١٦٣ - قال يحيى بن سلّام: وهي تُقْرَأ على وجه آخر: {إنِّي جَزَيْتُهُمُ اليَوْمَ} الجنة {بِما صَبَرُوا} في الدنيا، ثم قال: «إنَّهُمْ هُمُ الفَآئِزُونَ» (٢) [٤٥٨٣]. (ز)

[تفسير الآية]

٥٢١٦٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن أبي عروبة- قوله: {اليوم} قال:


[٤٥٨٣] اختلف القراء في قراءة قوله تعالى: {أنهم}؛ فقرأها بعضهم بفتح الهمزة، على أنها معمول (جزيتهم). وقرأها بعضهم بكسرها، على الابتداء.
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٧/ ١٢٩) قراءة الكسر مستندًا للُّغة، والعقل، وبيَّنَ المعنى عليها، فقال: «أولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة مَن قرأ بكسر الألف؛ لأن قوله: {جَزَيْتُهُم} قد عمل في الهاء والميم، والجزاء إنما يعمل في منصوبين، وإذا عمل في الهاء والميم لم يكن له العمل في» أن «فيصير عاملًا في ثلاثة، إلا أن ينوي به التكرير، فيكون نصب» أنّ «حينئذ بفعل مضمر، لا بقوله: {جزيتهم}، وإنْ هي نُصبت بإضمار لام لم يكن له أيضًا كبير معنى؛ لأن جزاء الله عباده المؤمنين الجنة إنما هو على ما سَلَف مِن صالح أعمالهم في الدنيا وجزاؤه إياهم، وذلك في الآخرة هو الفوز، فلا معنى لأن يَشْرُط لهم الفوز بالأعمال ثم يخبر أنهم إنما فازوا لأنهم هم الفائزون. فتأويل الكلام إذ كان الصواب من القراءة ما ذكرنا: إني جزيتهم اليوم الجنة بما صبروا في الدنيا على أذاكم بها في أنهم اليوم هم الفائزون بالنعيم الدائم والكرامة الباقية أبدًا؛ بما عملوا من صالحات الأعمال في الدنيا، ولقوا في طلب رضاي مِن المكاره فيها».

<<  <  ج: ص:  >  >>