٣٤٥٢٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: إنّ الله لا يخفى عليه الذين يريدون منك الإصلاحَ، والإفسادَ (١)[٣١٢٠]. (ز)
٣٤٥٣٠ - قال مقاتل بن سليمان:{ومِنهُمْ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ومِنهُمْ مَن لا يُؤْمِنُ بِهِ} يعني: لا يُصَدِّق بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ودينِه. ثم أخبر اللهُ أنّه قد عَلِم مَن يؤمن به ومَن لا يؤمن به مِن قبل أن يخلقهم، فذلك قوله:{ورَبُّكَ أعْلَمُ بِالمُفْسِدِينَ}(٢). (ز)
٣٤٥٣١ - قال مقاتل بن سليمان:{وإنْ كَذَّبُوكَ} بالقرآن، وقالوا: إنّه مِن تلقاء نفسك. {فَقُلْ} للمستهزئين من قريش، عبد الله بن أبي أمية وأصحابه:{لِي عَمَلِي ولَكُمْ عَمَلُكُمْ} يقول: دينُ الله أنا عليه، ولكم دينكم الذي أنتم عليه، {أنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمّا أعْمَلُ وأَنا بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ} يقول: أنتم بريئون من ديني، وأنا بريء من دينكم. يعني: من كفركم، مثلها في هود [٥٤ - ٥٥]: {قالَ إنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ واشْهَدُوا أنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِن دُونِهِ} (٣). (ز)
[النسخ في الآية]
٣٤٥٣٢ - قال مقاتل =
[٣١٢٠] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٤٨٥) أنّ الضمير في قوله: {ومنهم} عائد على قريش، ثم قال: «ولهذا الكلام معنيان: قالت فرقة: معناه: مِن هؤلاء القوم مَن سيؤمن في المستقبل، ومِنهم مَن حَتَمَ الله أنّه لا يؤمن به أبدًا. وقالت فرقة: معناه: مِن هؤلاء القوم مَن هو مؤمن بهذا الرسول إلا أنّه يكتم إيمانه وعلمَه بأنّ نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وإعجاز القرآن حق؛ حفظًا لرياسته، أو خوفًا من قومه». ثم علَّق بقوله: «وفائدة الآية على هذا التأويل التفرق لكلمة الكفار، وإضعاف نفوسهم، وأن يكون بعضهم على وجَلٍ من بعض».