٧٩٩١١ - قال مقاتل بن سليمان:{حَتّى أتانا اليَقِينُ}، يعني: الموت (١)[٦٨٨٩]. (ز)
{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)}
٧٩٩١٢ - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَيَخرُجنّ بشفاعتي من أهل الإيمان من النار، حتى لا يبقى فيها أحدٌ إلا أهل هذه الآية:{ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} إلى قوله: {شَفاعَةُ الشّافِعِينَ}»(٢). (١٥/ ٨٧)
٧٩٩١٣ - عن أنس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:«يُؤتى بأدنى أهل النار منزلة يوم القيامة، فيقول اللهُ له: تَفتدي بملء الأرض ذهبًا وفِضّة؟ فيقول: نعم، إن قَدَرتُ عليه. فيقول: كَذبتَ، قد كنتُ أسألك ما هو أيسرُ عليك مِن أن تسألني فأُعطيك، وتَستغفرني فأغفر لك، وتدعوني فأستجيب لك، فلم تَخفني ساعة قطّ من ليل ونهار، ولم تَرجُ ما عندي قطّ، ولم تَخشَ عقابي ساعة قطّ. وليس وراءه أحد إلا وهو شرٌّ منه، فيقال له:{ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ} إلى قوله: {حَتّى أتانا اليَقِينُ}، يقول الله:{فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشّافِعِينَ}»(٣). (١٥/ ٨٧)
[٦٨٨٩] رجّح ابنُ عطية (٨/ ٤٦٥) أنّ اليقين معناه: «صحة ما كانوا يُكذِّبون به مِن الرجوع إلى الله تعالى والدار الآخرة». ثم انتقد -مستندًا إلى الدلالة العقلية- القول بأنه الموت، فقال: «وقال المفسرون: اليَقِين: الموت. وذلك عندي هنا مُتعقّب؛ لأن نفس الموت يقين عند الكافر وهو حي، فإنما اليَقِين الذي عَنوا في هذه الآية فهو الشيء الذي كانوا يُكذِّبون به وهم أحياء في الدنيا، فتَيقّنوه بعد الموت، وإنما ُيُفَسَّر اليقين بالموت في قوله تعالى: {واعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر: ٩٩]».