[٢٤٠٨] قوله تعالى: {ذَلِكَ أن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ القُرى بِظُلْمٍ وأَهْلُها غافِلُونَ} يتوجه فيه معنيان: أحدهما: وما كان ربك مهلك القرى بظلم أهلها حتى يقدم إنذارهم، ويرفع أعذارهم، ويخرجوا من حكم الغافلين فيما ينزل بهم. والثاني: وما كان ربك مهلك القرى بظلم منه، ولكن بحق استوجبوا به الهلكة. وهو معنى قول مقاتل. وذَهَبَ ابن جرير (٩/ ٥٦٣ - ٥٦٤ بتصرف)، وابنُ عطية (٣/ ٤٦٣ - ٤٦٤)، وابنُ كثير (٦/ ١٧٧) إلى القول الأول استنادًا إلى دلالة السياق، قال ابن جرير: «وأولى القولين بالصواب عندي أن يكون معناه: أن لم يكن ليهلكهم بشركهم دون إرسال الرسل إليهم والإعذار بينه وبينهم، وذلك أنّ قوله: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} عقيب قوله: {ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي}، فكان في ذلك الدليل الواضح على أنّ نص قوله: {ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم} إنّما هو: إنّما فعلنا ذلك من أجل أنّا لا نهلك القرى بغير تذكير وتنبيه».