للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوالد على ولده؛ لِيُفَرِّقوا بينه وبين ابنه وحبيبه، على كِبَر سِنِّه، ورِقَّة عظمه، مع مكانه مِن الله فيمَن أحَبَّه طِفلًا صغيرًا، وبين أبيه على ضعف قُوَّتِه، وصِغَر سِنِّه، وحاجته إلى لُطْف والده، وسكونه إليه. يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين؛ فقدِ احْتَمَلُوا أمرًا عظيمًا (١). (ز)

{قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (١١)}

[قراءات]

٣٦٨١٦ - عن أبى قاسم قال: قرأ أبو رَزِين: (ما لَكَ لا تِئْمَنّا عَلى يُوسُفَ). قال له عبيد بن نضلة: لَحَنتَ. قال: ما لَحَنَ مَن قَرَأَ بِلُغَةِ قومه (٢). (٨/ ٢٠٢)

[تفسير الآية]

٣٦٨١٧ - قال مقاتل في قوله: {وإنا له لناصحون}، قال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير، وذلك أنّهم قالوا لأبيهم: {أرسله معنا}. فقال أبوهم: {إني ليحزنني أن تذهبوا به}. فحينئذ قالوا: {ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون} (٣). (ز)

٣٦٨١٨ - قال مقاتل بن سليمان: فأَتَوْا يعقوبَ، فـ {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون}، ... {قال} يعقوب لهم: {إني أخاف} عليه، فقالوا لأبيهم: {ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون} في الحِفْظ له (٤). (ز)

٣٦٨١٩ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: فلم يزالوا يأتونه حتّى أرسله معهم على وجَلٍ وتَخَوُّفٍ، فذُكِر لي: أنّه لَمّا أرسله معهم دعاه حين أرادوا الذهاب


(١) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٣٧٢ - ٣٧٣ - .
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن يحيى بن وثاب، ولكن بتسهيل الهمزة بعد الكسرة. انظر: مختصر ابن خالويه ص ٦٧، والبحر المحيط ٥/ ٢٨٦.
(٣) تفسير الثعلبي ٥/ ٢٠٠، وتفسير البغوي ٤/ ٢١٩.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٢٠ - ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>