للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧)}

٥٣٦٦٠ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}، قال: تتقلب في الجوف، ولا تقدر تخرج حتى تقع في الحنجرة، فهو قوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [غافر: ١٨] (١). (١١/ ٨٥)

٥٣٦٦١ - عن زيد بن أسلم -من طريق عبد الله بن عياش- في قوله: {يخافون يوما}، قال: يوم القيامة (٢). (١١/ ٨٥)

٥٣٦٦٢ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب} حين زالت مِن أماكنها مِن الصدور، فنَشبتْ في حلوقهم عند الحناجر. قال: {والأبصار} يعني: تقلب أبصارُهم فتكون زُرقًا (٣). (ز)

٥٣٦٦٣ - قال يحيى بن سلّام: {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار} قلوب الكفار وأبصارهم. وتقلُّب القلوب: أنّ القلوب انتُزِعَت مِن أماكنها، فغصَّت به الحناجر، فلا هي ترجع إلى أماكنها، ولا هي تخرج، وهو قوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [غافر: ١٨]. وأما تقلُّب الأبصار: فالزَّرَقُ (٤) بعد الكحل، والعمى بعد البصر (٥) [٤٦٧٩]. (ز)


[٤٦٧٩] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٣٩٢ بتصرف) في قوله: {تتقلب فيه القلوب والأبصار} قولين، فقال: «واختلف الناس في تقلب القلوب والأبصار، كيف هو؟ فقالت فرقة: يرى الناسُ الحقائقَ عيانًا، فتتقلب قلوب الشاكِّين ومعتقدي الضلال عن معتقداتها إلى اعتقاد الحق على وجهه، وكذلك الأبصار. وقالت فرقة: هو تقلُّبٌ على جمر جهنم». ثم علّق عليهما قائلًا: «ومقصد الآية هو وصف هول يوم القيامة، فأمّا القول الأول فليس يقتضي هولًا، وأما الثاني فليس التقلب في جمر جهنم في يوم القيامة، وإنما هو بعده». ثم رجّح مستندًا إلى لغة العرب أنّ "معنى الآية: أنّ ذلك اليوم لشدة هوله ومطلعه القلوب والأبصار فيه مضطربة قلقة متقلبة مِن طمعٍ في النجاة إلى طمع، ومِن حذرِ هلاك إلى حذر، ومِن نظرٍ في هول إلى النظر في الآخر، والعربُ تستعمل هذا المعنى في الحروب ونحوها، ومنه قول الشاعر:
بل كان قلبك في جناحي طائر".

<<  <  ج: ص:  >  >>