للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٥٣٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ: هي الكلاب دون غيرها [١٩٦٨] (١). (ز)

٢١٥٣٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ}، يعني: الكلاب مُعَلَّمِين للصيد (٢). (ز)

{تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}

٢١٥٤٠ - عن عبد الله بن عباس، في المسلم يأخذ كلب المجوسي المعلَّم، أو بازه، أو صقره، أو عُقابَه مِمّا علَّمه المجوسيُّ، فيرسله، فيأخذه. قال: لا يأكله، وإن سمَّيْت؛ لأنه من تعليم المجوسي، وإنّما قال: {تعلمونهن مما علمكم الله} (٣).

(٥/ ١٩٤)

٢١٥٤١ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة-: أنّه كان يكره أن يستعير الرجلُ كلبَ المجوسي، أو النصراني، أو اليهودي، فيصيد به. ويقول: ما علَّمتم أنتم (٤). (ز)


[١٩٦٨] انْتَقَدَ ابنُ جرير (٨/ ١٠٦) قول مَن قال: عَنى الله بقوله: {وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ} ما علَّمْنا مِن الكلاب خاصَّة دون غيرها مِن سائِر الجوارح، مُسْتَنِدًا إلى ظاهر الآية، وما ورد في السُّنَّة، فقال بعد أن بَيَّن أنَّ ظاهر الآية وما ورد في السُّنَّة يَدُلّانِ على العموم: «فإن ظَنَّ ظانٌّ أنّ في قوله: {مُكَلِّبِينَ} دلالةً على أنّ الجوارح التي ذُكِرَت في قوله: {وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ} هي الكلاب خاصَّةً؛ فقد ظَنَّ غير الصواب، وذلك أنّ معنى الآية: قُلْ أُحِلَّ لكم أيُّها الناس في حال مصيركم أصحاب كلابٍ الطَّيِّباتُ وصيدُ ما عَلَّمْتُموه الصيد مِن كَواسِب السِّباع والطير. فقوله: {مُكَلِّبِينَ} صفة للقانص، وإن صاد بغير الكلاب في بعض أحيانه، وهو نظير قول القائل يُخاطِب قومًا: أُحِلَّ لكم الطَّيِّباتُ وما عَلَّمْتُم من الجوارح مُكَلِّبِين مُؤَمِّنِين؛ فمعلومٌ أنّه إنّما عنى قائلُ ذلك إخْبارَ القوم أنّ الله -جلَّ ذِكْرُه- أحَلَّ لهم -في حال كونهم أهلَ إيمان- الطَّيِّباتِ، وصيدَ الجوارح التي أعْلَمَهُم أنّه لا يحِلُّ لهم منه إلا ما صادوه بها، فكذلك قوله: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتِ وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ}، لذلك نظيره في أنّ التَّكْلِيب للقانِص بالكلاب كان صيدُه أو بغيرها، لا أنّه إعْلامٌ من الله -عَزَّ ذِكْرُه- أنّه لا يَحِلُّ من الصيد إلا ما صادته الكلاب».
وذكر ابنُ عطية (٣/ ١٠٨) أن ابن المنذر حكى عن قوم أنهم قالوا: الجَوارِحِ: مأخوذ من الجِراح، أي: الحيوان الذي له ناب وظفر أو مخلب يجرح به صيده. وانتَقَده مستندًا للغة، فقال: «وهذا قول ضعيف، وأهل اللغة على خلافه».
ونقل (٣/ ١٠٨ - ١٠٩) أنّ بعض المفسرين قال: المُكَلّب بفتح الكاف وشد اللام: صاحب الكلاب. وانتقده بقوله: «وليس هذا بمُحَرَّر».

<<  <  ج: ص:  >  >>