للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٠٢٩٨ - قال الحسن البصري: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى} إنّ أبا جهل قال للنبي: ما بين هذين الجبلين أحدٌ أعزّ مني، فاجهد أنت وربّك -يا محمد- جهدكما. فأنزل الله: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى} وعيد بعد وعيد، فقَتله الله يوم بدر، وصيّره إلى جهنم (١). (ز)

٨٠٢٩٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى}: وعيد على وعيد كما تسمعون، زعم أنّ هذا أُنزِل في عدوّ الله أبي جهل. ذُكر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه، فقال: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى}. فقال عدوّ الله أبو جهل: أيُوعدني محمد؟! واللهِ، ما تستطيع لي أنتَ ولا ربّك شيئًا، واللهِ، لَأنا أعزُّ مَن مشى بين جبليها (٢). (ز)

٨٠٣٠٠ - قال مقاتل بن سليمان: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى} يعني: وعيدًا على إثر وعيد، وذلك أنّ أبا جهل تَهدّد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالقتل، وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ تَلابيب أبي جهل بالبطحاء، فدَفع في صدره، فقال: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى}. يعني: أبا جهل حين تَهدّد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقتل، فقال أبو جهل: إليك عنِّي، فإنك لا تستطيع أنتَ ولا ربّك أن تفعلا بي شيئًا، لقد علمتْ قريش أني أعزّ أهل البطحاء وأَكْرمها، فبأيِّ ذلك تُخوِّفني، يا ابن أبي كَبْشَة؟! ثم انسلّ ذاهبًا إلى منزله، فذلك قوله: {ثُمَّ ذَهَبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطّى} (٣). (ز)

٨٠٣٠١ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {أوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أوْلى لَكَ فَأَوْلى}، قال: قال أبو جهل: إنّ محمدًا ليُوعدني، وأنا أعزّ أهل مكة والبطحاء! وقرأ: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ كَلّا لا تُطِعْهُ واسْجُدْ واقْتَرِبْ} [العلق: ١٧ - ١٩] (٤). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٨٠٣٠٢ - عن عمر بن ذر، قال: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} علينا تكرّر الوعيد، فلا، وعزّتك، ما نحتمل وعيد مَن هو دونك مِمَّن لا يَضرّ ولا ينفع ممن يشركنا في لذّة نومنا وطعامنا وشرابنا حتى نعلم ما لنا فيما وُعدنا، اللهم، وهؤلاء


(١) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/ ٦٦ - ٦٧ - .
(٢) أخرجه ابن جرير ٢٣/ ٥٢٤ - ٥٢٥.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥١٣.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢٣/ ٥٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>