٥٦٧٢٢ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {والشعرآء يتبعهم الغاوون}، منهم عبد الله بن الزِّبَعْرى السَّهْمِي، وأبو سفيان بن عبد المطلب، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومشافع بن عبد مناف عمير الجمحي، وأبو عزة اسمه عمرو بن عبد الله، كلهم من قريش، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، تكلَّموا بالكذب والباطل، وقالوا: نحن نقول مثلَ قول محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ قالوا الشعر، واجتمع إليهم غُواة مِن قومهم يستمعون مِن أشعارهم، ويَرْوُون عنهم، حتى يهجون. فذلك قوله - عز وجل -: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} ... فاستأذن شعراء المسلمين أن يَقْتَصُّوا مِن المشركين منهم عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك من بني سلمة بن خثم، كلهم من الأنصار، فأذِن لهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فهَجَوُا المشركين، ومدحوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله تعالى:{والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آيتين (١)[٤٨٣٠].
[تفسير الآية]
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤)}
٥٦٧٢٣ - عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم:«يا أبا هريرة، إنّك لن تزال سالمًا ما لم تأتِ ثلاثًا: العرس، والرهان، وصيحة السوق». قال:«إنك إذا أتيت العرس غفلت وأغفلت، وإذا أتيت الرهان حلفت وماريت». قال: وما صيحة السوق؟ قال:«الشاعر يُسمِع القومَ الشعرَ، فإن خطوتَ إليه ثلاث خطوات إلى عشر كنت من الغاوين». ثم تلا هذه الآية:{والشعراء يتبعهم الغاوون}(٢). (ز)
٥٦٧٢٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {يتبعهم الغاوون}، قال: هم
[٤٨٣٠] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٥١٢) على هذا القول بقوله: «الأوَّلان مِمَّن تاب وآمن - رضي الله عنهما -، ويدخل في الآية كل شاعر مخلط يهجو أو يمدح شهوة، ويقذف المحصنات، ويقول الزور».