ثم نقل قولين آخرين ووجَّههما، فقال: «وقال قوم: الإشارة بـ {ذلِكُمْ} إلى التنجية، فيكون البَلاءُ على هذا في الخير، أي: وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم. وقال جمهور الناس: الإشارة إلى الذبح ونحوه، والبلاء هنا في الشر، والمعنى: وفي الذبح مكروه وامتحان». [٢٢٥] وجَّه ابنُ جرير (١/ ٦٥٣، ٦٥٤) تفسير البلاء بالنعمة بقوله: «وأصل البلاء في كلام العرب: الاختبار والامتحان، ثم يستعمل في الخير والشر؛ لأن الامتحان والاختبار قد يكون بالخير كما يكون بالشر، كما قال ربنا -جل ثناؤه-: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} [الأعراف: ١٦٨]، يقول: اختبرناهم، وكما قال -جلَّ ذِكْره-: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء: ٣٥]، ثم تسمي العرب الخير: بلاء، والشر: بلاء. غير أن الأكثر في الشر أن يقال: بلوته أبْلُوه بلاءً، وفي الخير: أبليته أبليه إبلاءً وبلاءً».