للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في المسجد، ومعنا أبو بكر الصديق، يُقْرِئُ بعضُنا بعضًا القرآن، فجاء عبدُ الله بن أُبَيِّ بن سَلُول، ومعه نُمْرُقة (١) وزِرْبِيَّة (٢)، فوضع واتَّكأ، وكان صبيحًا فصيحًا جَدِلًا، فقال: يا أبا بكر، قُل لمحمد يأتينا بآيةٍ كما جاء الأوَّلون؛ جاء موسى بالألواح، وجاء داود بالزبور، وجاء صالح بالناقة، وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة. فبكى أبو بكر، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: قوموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستغيث به من هذا المنافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّه لا يُقام لي، إنّما يُقام لله - عز وجل -». فقلنا: يا رسول الله، إنّا لقينا مِن هذا المنافق. فقال: «إنّ جبريل قال لي: اخرُج، فأَخْبِر بنِعَم الله التي أنعم بها عليك، وفضيلته التي فُضِّلت بها. فبشَّرني أنِّي بُعِثْتُ إلى الأحمر والأسود، وأمرني أن أنذرَ الجن، وآتاني كتابه وأنا أُمِّيٌّ، وغفرَ ذنبي ما تقدم وما تأخر، وذكرَ اسمي في الأذان، وأيَّدني بالملائكة، وآتاني النصر، وجعلَ الرعبَ أمامي، وآتاني الكوثرَ، وجعلَ حوضي مِن أعظم الحِياض يوم القيامة، ووعدني المقامَ المحمودَ والناسُ مُهْطِعون مقنعو رؤوسهم، وجعلني في أول زمرة تخرج مِن الناس، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفًا مِن أُمَّتي الجنةَ بغير حساب، وآتاني السلطانَ والمُلْكَ، وجعلني في أعلى غرفةٍ في الجنة في جنات النعيم، فليس فوقي أحدٌ إلا الملائكة الذين يحملون العرش، وأحلَّ لي الغنائم، ولم تحلَّ لأحد كان قبلنا» (٣). (ز)

{مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦)}

[نزول الآية]

٤٨٧٣٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال أهلُ مكة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كان ما تقول حقًّا، ويسرُّك أن نُؤْمِن؛ فحوِّل لنا الصفا ذهبًا. فأتاه جبريل، فقال: إن شئتَ كان الذي سألك قومُك، ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم يُناظَروا، وإن شئت


(١) نُمْرُقة: وِسادة. النهاية (نمرق).
(٢) الزِرْبِيّة: الطِّنفِسَة. وقيل: البساطُ ذُو الخَمْلِ، وتُكسَرُ زايها وتُفتح وتُضم، وجمعُها: زَرابِيُّ. النهاية (زرب).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٤٤٤ (١٣٥٩٨)، من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن عُلَيّ بن رَباح اللّخْمي، عمن شهد عبادة بن الصامت به.
قال ابن كثير: «وهذا الحديث غريب جدًّا».

<<  <  ج: ص:  >  >>