للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هربًا، وإني لَنادم تائب مُسْتَغْفِرٌ، فما حالي؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية (١). (ز)

٢٠٢٠٣ - قال الحسن البصري: ... لَمّا أنزل الله في الأنصاري ما أنزل استحيا أن يقيم بين ظهراني المسلمين، فلحق بالمشركين؛ فأنزل الله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى}. ثم استتابه الله، فقال: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الآية. فلمّا نزلت هذه الآية رجع إلى المسلمين (٢). (ز)

٢٠٢٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: ... فأنزل الله - عز وجل - في قولهم: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}، فلمّا قدم طعمة مكة نزل على الحجاج بن علاط السلمي، فأحسن نُزُلَه، فبلغه أنّ في بيته ذهبًا، فلما كان من الليل خرج فنقب حائط البيت، وأراد أن يأخذ الذهب، وفي البيت مُسُوكٌ (٣) يابسة مُسُوكُ الشّاء قد أصابها حرُّ الشمس ولم تُدْبَغ، فلمّا دخل البيتَ مِن النَّقْب وطِئَ المُسُوك، فسمعوا قَعْقَعَة المسوك في صدره عند النَقب، وأحاطوا بالبيت، ونادوه: اخرج؛ فإنّا قد أحطنا بالبيت. فلما خرج إذا هم بضيفهم طعمة، فأراد أهلُ مكة أن يرجموه، فاستحيا الحجاج لضيفه، وكانوا يكرمون الضيف، فأهزوه (٤)، وشتموه، فخرج من مكة، فلحق بحَرَّة بني سُلَيم يعبد صنمهم، ويصنع ما يصنعون، حتى مات على الشرك؛ فأنزل الله - عز وجل - فيه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} (٥). (ز)

[تفسير الآية]

٢٠٢٠٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، يقول: مَن يجتنب الكبائر من المسلمين (٦). (ز)

٢٠٢٠٦ - قال مقاتل بن سليمان: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} يعني: يُعْدَل به، فيموت عليه، {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} يعني: ما دون الشرك لمن يشاء، فمشيئته لأهل التوحيد، {ومن يشرك بالله فقد ضل} عن الهدى {ضلالا بعيدا} (٧). (ز)


(١) أورده الثعلبي ٣/ ٣٨٦، والبغوي في تفسيره ٢/ ٢٨٧ - ٢٨٨.
قال ابن حجر في الكافي الشاف ص ٤٩ (٤٠٣): «وهو منقطع».
(٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/ ٤٠٦ - .
(٣) المسوك: جمع مَسْكٍ، وهو الجلد. اللسان (مسك).
(٤) كذا في مطبوعة المصدر.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٧.
(٦) أخرجه ابن جرير ٧/ ٤٨٥.
(٧) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>