للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متاعه، فليس عليه أن يستأذن في ذلك البيت؛ لأنه ليس له أهل يسكنونه (١) [٤٦٣٩]. (ز)

{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٢٩)}

٥٢٩١٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح - قوله: {وما تكتمون}، قال: ما تغيبون (٢). (ز)

٥٢٩١٤ - قال مقاتل بن سليمان: {والله يعلم ما تبدون} يعني: ما تُعلِنون بألسنتكم، {وما تكتمون} يعني: ما تُسِرُّون في قلوبكم (٣). (ز)

٥٢٩١٥ - قال يحيى بن سلّام: {والله يعلم ما تبدون} ما تعلنون، {وما تكتمون} ما تُسِرُّون في صدوركم (٤). (ز)


[٤٦٣٩] اختُلِف في البيوت التي عنتها الآية على أقوال: الأول: حوانيت التجار. الثاني: منازل الأسفار ومناخات الرجال التي يرتفِق بها مارة الطريق في أسفارهم. الثالث: الخرابات العاطلات. الرابع: بيوت مكة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٢٥٢ - ٢٥٣) جميع ما يشمله لفظ البيوت لدلالة العموم، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إنّ الله عمَّ بقوله: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} كلَّ بيت لا ساكن به لنا فيه متاع ندخله بغير إذن؛ لأنّ الإذن إنما يكون ليؤنس المأذون عليه قبل الدخول، أو ليأذن للداخل إن كان له مالكًا، أو كان فيه ساكنًا. فأما إن كان لا مالك له؛ فيُحْتاج إلى إذنه لدخوله، ولا ساكن فيه؛ فيُحْتاج الداخل إلى إيناسه، والتسليم عليه، لئلّا يهجم على ما لا يحب رؤيته منه، فلا معنى للاستئذان فيه. فإذا كان ذلك فلا وجه لتخصيص بعض ذلك دون بعض، فكلُّ بيت لا مالك له ولا ساكن من بيت مبنيٍّ ببعض الطرق للمارَّة والسابلة ليأووا إليه، أو بيت خراب قد باد أهله ولا ساكن فيه حيث كان ذلك، فإنّ لِمَن أراد دخوله أن يدخل بغير استئذان لمتاع له يؤويه إليه، أو للاستمتاع به لقضاء حقه من بول أو غائط أو غير ذلك».
وذكر ابنُ عطية (٦/ ٣٧١) أنّ أقوال المفسرين تخرج مخرج المثال.

<<  <  ج: ص:  >  >>