وقد رَجَّح ابنُ جرير (٧/ ١٥٥) مستندًا إلى السياق أنّ المراد: محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال: «وإنّما قلنا ذلك أولى بالصواب لأنّ ما قبل قوله: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} مضى بذمِّ القائلين من اليهود للذين كفروا: {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}. فإلحاق قوله: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} بذمِّهم على ذلك، وتقريظ الذين آمنوا الذين قيل فيهم ما قيل أشبه وأولى، ما لم يأت دلالة على انصراف معناه عن معنى ذلك». [١٧٣٤] علّق ابنُ عطية (٢/ ٥٨٣) على قول قتادة قائلًا: «والفضلُ على هذا التأويل: هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، فالمعنى: لِمَ يحسدون العرب على هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أوتي آل إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - -وهم أسلافهم- أنبياء وكتبًا كالتوراة، والزبور، وحِكْمَة وهي الفهم في الدين وما يكون من الهدى مما لم ينص عليه الكتاب».